داود القنيص

لا يخفى على القارئ ما للتحفيز من أهمية في إنجاز المهام وتحقيق الأهداف، فالتحفيز عبارة عن مجموعة من الدوافع التي تثير وتوجه المشاعر للعمل نحو تحقيق هذه الأهداف. وما أجمل أن تكون الأهداف سامية خالصة لوجه الله عز وجل كما نرى في الكثير من الإنجازات والأعمال الإنسانية التي تصب في مصلحة الدين والوطن.

ولتسليط الضوء على التحفيز من منطلق السلوك الإداري نتطرق لنظريتين مهمتين لدوغلاس ماكغريغور في الإدارة: النظرية السينية والنظرية الصادية، النظرية السينية مبنية على إساءة الظن بالعامل حيث ترتكز على أن معظم الناس كسالى وغير مسؤولين، ويعملون بجد فقط عندما يجبرون على القيام بذلك (سياسة الجزرة والعصا)، تشير هذه السياسة إلى أن الناس قديما كانوا يدفعون الدابة للمسير إما عن طريق تعليق الجزرة أمامها أو ضربها لإجبارها على الحركة. في الجهة الأخرى، النظرية الصادية مبنية على حسن الظن بالعامل وعند توافر الظروف المناسبة يكون الأشخاص قادرين تماما على العمل بإنتاجية مع قبول المسؤولية عن أعمالهم.

تساعد هاتان النظريتان على فهم طبيعة الناس من حولنا وطريقة تفكيرهم وسلوكهم مما يجعلنا قريبين منهم وقادرين على تحفيزهم للوصول إلى نتائج أفضل. فالبعض يسلك نهج التخويف في التحفيز إلا أن هذا السلوك مؤقت وسرعان ما يتلاشى، والبعض الآخر يتخذ من المكافآت طريقا للتحفيز، وهنا يجب التنبه إلى النتائج المرجوة وألا ينعكس سلبا على الإنتاجية بتوقع العاملين للجوائز على إنجاز أي عمل ما.

الجدير بالذكر أن المنظمات المتميزة تأخذ على عاتقها العديد من طرق التحفيز لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية بما يتناسب مع ما يؤثر على العاملين إيجابيا، كنشر مبدأ المساواة والعدالة بين العاملين، وخلق فرص التطوير المستمرة. ومما لا شك فيه أن التحلي بهذه المحفزات وغيرها في نهاية المطاف متطلب أساسي يصب في مصلحة العامل ويساهم بشكل فعال في نمو المنظمة وازدهارها.

حساب الفيسبوك Dawood Alqunais