عبدالرحمن المرشد

التنمية والتطور الكبير، الذي يحدث في كل مناطق مملكتنا الحبيبة وما صاحب ذلك من توسع في المدن الرئيسية، أدى إلى ازدحام واكتظاظ سكاني وصعوبة في عملية التنقل وبالأخص المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة والدمام، بالإضافة إلى المدن المتوسطة مثل بريدة وأبها وحائل وجازان ونجران وتبوك وغيرها، التي لحقت شقيقاتها المدن الكبيرة في التنمية والتطور، هذه النقلات التنموية تؤكد أننا نسير ولله الحمد على الطريق الصحيح في التخطيط للمستقبل بخطى واضحة جعلتنا محط أنظار الجميع، بل أصبحنا من أهم دول المنطقة، التي يرغب الجميع في زيارتها والعمل بها.

التوسع السريع في تلك المدن بالتأكيد يتطلب بنية تحتية توازي تلك النقلات الحضارية السريعة من مياه وصرف صحي وطرق وإسكان وخلافه، وهي بلا شك عملية مكلفة مادياً على الدولة وتتطلب جهداً ووقتاً لإنشاء بنية متكاملة تغطي ذلك التوسع السكاني والحضاري، سأتحدث عن جزئية واحدة من تلك المجالات وهو موضوع الإسكان ـ مشاريع الإسكان الحكومية ـ، التي انطلقت في كل مناطق المملكة، حيث يتم بناء مشاريع في مواقع تفتقد للخدمات ومن ثم يتم إيصال الخدمات إليها، وهذه طريقة مرهقة للوزارة ومكلفة جداً، بينما ـ في رأيي ـ نستطيع أن نتغلب على تلك الإشكاليات من خلال عمل تلك المشاريع في المدن الصغيرة القريبة من المدن الرئيسية.. ولنضرب لذلك مثلاً: في مدينة الرياض بدلاً من عمل مشروع خارج العاصمة وبعد ذلك يتم إيصال الخدمات في عملية مرهقة ومكلفة يمكننا تنفيذ ذلك المشروع في إحدى المدن الصغيرة، التي تقع بالقرب من الرياض مثل (حريملاء، ضرماء، العيينة.. وغيرها)، حيث تتوافر البنية التحتية ولا تحتاج سوى لتعزيزها فقط، ونستطيع من خلال ذلك أن نضرب عصفورين بحجر واحد، تقليل التكلفة من خلال الاستفادة من البنية التحتية الموجودة أصلاً في هذه المدن الصغيرة، وأيضاً تحويل تلك المدن إلى ضواح للعاصمة بحيث تخفف الضغط والازدحام الحاصل في الرياض، وقس على ذلك بقية المدن التي يمكن تحويل المدن الصغيرة المجاورة إلى ضواح تقلل الازدحام وتساهم في جودة الحياة.

العمل بهذا الاقتراح لن يكلف الوزارة شيئاً ـ إذا رأى مسؤولو الإسكان مناسبته ـ بل سيخفف التكلفة بحكم وجود الخدمات، وتوافر المساحات في هذه المواقع.

@almarshad_1