محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

لست مع بعض أولئك المبدعين من الشعراء والأدباء، الذين يظنون ظنا يساوره الشك «من وجهة نظري» بأن النقد لأعمالهم لا يمثل دورا حيويا أو مهما في مسيرة حياتهم الأدبية.. إنه ظن يشوبه الشك وتشوبه المغالطة؛ لأن للناقد دوره المتميز في سبر الأعمال الأدبية شعرا أو نثرا مهما تعالت قيمة أصحابها الاجتماعية سواء كان هذا الأديب أو ذاك مغمورا أو من أولئك المسلطة عليهم الأضواء، فإن النقد لا بد أن يكشف للناس محاسن أعماله ومثالبها، فكيف يتعاظم بعض هؤلاء الكتّاب والشعراء حينما يزعمون بأنهم ليسوا بحاجة إلى ناقد يغربل أعمالهم ويكتب عنها؟.. أنا أرى أن من الأسباب الرئيسة لتقوقع الأدب ودورانه حول نفسه في كثير من دول العالم سبب يعود إلى عدم وجود حركة نقدية هادفة تتواكب مع هذا الأدب سواء كان صاحبه من المبدعين أو غير المبدعين، وأظن أنه سبب رئيسي مهم من أسباب ركود الفكر.

إن رفض الأحكام النقدية من قبل بعض الأدباء والشعراء المبدعين في بعض الأقطار والأمصار العربية يعد في حقيقة الأمر من الأخطاء، التي يرتكبها هؤلاء، فالعملية النقدية ليست ترفا وإنما هي ضرورة من الضرورات الملحة لمواكبة الإبداع ودفع عجلته إلى أمام، ومن ثم فإنها تؤدي إلى ازدهار ورقي الحركة الثقافية في أي مكان بشكل عام، فكيف يمكن الادعاء «مثلا» بأن العملية النقدية بأهدافها الضرورية الكبرى قد «تورط» المبدعين في الدخول إلى عوالم أخرى بعيدة عن أبعاد وأهداف إبداعاتهم، أو أنها قد تزج بهم إلى متاهات أخرى خارج تلك الإبداعات؟

mhsuwaigh98@hotmail.com