حسام أبو العلا - القاهرة

نجل القذافي يطعن ضد استبعاده.. والقبائل تحذر من التلاعب

وسط مخاوف دولية من اشتعال خلافات داخلية في ليبيا قد تؤدي إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل، شدد المبعوث الأممي المستقيل يان كوبيش، على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا، داعيا إلى عدم تضييع فرصة بناء مستقبل يتجاوز الخلافات.

وفيما لفت كوبيش إلى أن الإقبال الكثيف للناخبين على التسجيل يمثل دليلا على أن الغالبية يتفهمون أهمية الحدث، أشارت إحصائيات لمفوضية الانتخابات إلى تسليم نحو مليوني بطاقة انتخابية، فيما تكتمل عملية التسليم غدا الأحد.

يذكر أن عددا من مؤيدي سيف الإسلام القذافي ظهروا في مقاطع مصورة وهم يمزقون بطاقاتهم الانتخابية؛ احتجاجا على قرار المفوضية العليا للانتخابات باستبعاد نجل الرئيس الليبي السابق من خوض الاستحقاق الانتخابي. وقدم محامي سيف الإسلام طعنا قانونيا على استبعاده، زاعما أن استبعاده سياسيا وليس قانونيا، علما أن المفوضية العليا للانتخابات استندت في قرارها إلى مادة قانونية تستبعد المحكوم عليهم نهائيا في جناية أو جريمة. وقضت محكمة في طرابلس على سيف الإسلام، بالإعدام غيابيا في 2015 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أثناء إسقاط نظام والده عام 2011. يذكر أنه تم قبول مبدئيا 73 متقدما للتنافس على مقعد الرئاسة، من أصل 98 ملفا.

خطورة استغلالوحذر الباحث في الشؤون الليبية محمد الشريف في تصريحات لـ«اليوم» من خطورة استغلال بعض الساعين لعرقلة الانتخابات، وخصوصا جماعة الإخوان الإرهابية بعض الانقسامات والخلافات بين التيارات السياسية حول بعض المرشحين لإشعال فتن قد تؤدي إلى مواجهات مسلحة تعيد ليبيا إلى نقطة الصفر بعد طي صفحة الاقتتال.

بدوره، اتهم اتحاد القبائل الليبية، الداعم لترشح نجل القذافي، المفوضية العليا للانتخابات بتسييس الاستحقاق الانتخابي، وعدم الالتزام بالقوانين، وحذر الاتحاد في بيان الخميس مما وصفه بالتلاعب في العملية الانتخابية، مؤكدا أن ذلك سيخلف عواقب وخيمة لا تحمد عقباها.

على صعيد متصل، قالت اللجنة العسكرية الليبية «5+5» في بيان: إنها عقدت اجتماعا في تونس في 23 و24 نوفمبر الجاري بمشاركة البعثة الأممية للدعم في ليبيا وممثلي الاتحاد الأفريقي لمناقشة نتائج اجتماعها الأخير بالقاهرة مع ممثلي دول الجوار الليبي «السودان وتشاد والنيجر»، لافتة إلى أن اللقاء تبنى آلية لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية. وأكد البيان أنه سادت الاجتماعات أجواء إيجابية من حيث الطرح والكلمات ومحاور النقاش، حيث تم الاستماع إلى وجهات النظر من مختلف الأطراف، والتي أكدت بمجملها ضرورة استكمال بناء قنوات اتصال دائمة وفعالة بشأن هذا الموضوع التشاوري.

تعاون أفريقيوأعرب ممثلو الاتحاد الأفريقي عن استعدادهم للتنسيق والتعاون الذي يكفل خروج كافة المقاتلين الذين يتبعون دول الاتحاد الأفريقي وبكافة تصنيفاتهم من الأراضي الليبية وضمان استقبال بلدانهم لهم، وكذلك التنسيق لضمان عدم عودتهم مجددا إلى الأراضي الليبية وعدم زعزعة استقرار أي من دول الجوار.

من جانبه، أكد النائب بالمجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي عزم المجلس الاستمرار في مشروع المصالحة الوطنية الشاملة التي يشارك فيها كل الليبيين، وعدم السماح بالإفلات من العقاب لبناء مصالحة واستقرار مستدام.

جاء ذلك خلال اجتماع النائب بالمجلس الرئاسي مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، بحضور وزيرة العدل حليمة البوسيفي، ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة في جنيف تميم بعيو.

وتناول اللقاء الذي عقد بمقر مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف تنسيق آفاق التعاون في مسار المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وما يتعلق بملف المفقودين والمقابر الجماعية في ترهونة، وملف الهجرة.

من جهتها أثنت باشيليه، على جهود المجلس الرئاسي لتبنيه مشروع المصالحة الوطنية الشاملة التي تمهد الطريق لاستقرار ليبيا، وأبدت تعاون المفوضية في ملف البحث عن المفقودين.