أنيسة الشريف مكي

بالفعل لا يوجد حب مثل حب الأخ للأخت ولا يوجد حب مثل حب الأخت للأخ طبعاً بعد أن استثنينا حب الأم لأبنائها.

روح واحدة في جسدين، النقاء قلب أخت، والأخ دنيا وعالم وسند وظهر للأخت.

فالعلاقة بين الأخ وأخواته «كالعلاقة بين العين واليد.. إذا بكت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها».

التاريخ كشف أمثلة وجوانب كثيرة للعلاقة بين الأخ والأخت، فهذه الخنساء وعلاقتها بأخويها، تتكرر الأحداث السيئة لها وعلى سبيل المثال لا الحصر الموقف المالي، الذي أوقعها فيه زوجها، إلا أن صخراً قسّم ماله نصفين بينه وبينها.

وعندما مات صخر مات عزّها ومؤنسها وحاميها، أقامت على قبره زماناً تبكيه وترثيه، فصخر في حياتها ملجأ يزيل عنها همومها، ويمسح آلامها.

وفي كتاب الله عز وجل بيان حب الأخت لأخيها، وذكر في القرآن الكريم قصة موسى -عليه السلام- عندما أوحى الله لأمه (وأوحينا إلىٰ أم موسىٰ أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين).. (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن). فلم يحرم الله موسى من لبن أمه ورعايتها، فسخر له أخته، التي عرفت حق أمها وأخيها عليها، حتى إن الله تعالى لما كلم موسى -عليه السلام- ذكره بسعي أخته على مصلحته: (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها).

وقصة سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- مع أخته الشيماء بنت الحارث حين وقعت في الأسر، قالت: يا رسول الله: إني أختك من الرضاعة، قال: «وما علامة ذلك؟!»، قالت: عضة عضضتنيها في ظهري، فعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العلامة، فبسط لها رداءه، فأجلسها عليه وخيّرها، وقال: «إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلتُ»، فقالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فأرسل معها غلامًا وجارية وردها إلى قومها.

فإذا اختلف أسلوب العلاقة بين الأخ وأخواته عن جوهرها الطبيعي كالعلاقة بين العين واليد.. فهذا الاختلاف غير أخلاقي وغير إنساني، كالتنمر وهضم حقوقها ـ سمعنا عن بعض ـ إلا أنهم قلة انحرفوا عن مسارهم الطبيعي فتاهوا عن المسار الصحيح.

Aneesa_makki@hotmail.com