مرام صلاح الشهاب

يحق لنا أن نجعل من سقف أحلامنا عاليا ويحق لنا أن نحلم مع كل فرصه وأن نطمح مع كل أمل وأن نتوق مع كل ومضة. لكن، كيف لنا أن نتعايش حين يكون الواقع ما دون حدود طموحنا؟ كيف لنا أن نتعايش من دون أن نفقد ذروة وشعلة الطموح فينا؟ كيف لنا أن نحلم ونتعايش معا.

السعي الدائم دون يأس، السير بعد التعثر، الحلم الجامح دون ملل، الشغف المتجدد والثقة الدائمة بالفرص الجديدة، الأحلام العديدة والآفاق التي لا يسع لمفكرتنا إدراكها، وأن الله حين وضعنا في هذه الأرض أودع داخل كل منا نوره المنشود، ومواهبه الأثيرة وأثره الباقي وأننا جميعا نكمل بعضنا، ونحتاج لكل روح منا لإكمال مسيرة الحياة وأننا من دون بعضنا البعض سنتوه ونعود لبعضنا من جديد.

في بعض من الأحيان نكون في المكان الذي لا نجد أنفسنا فيه، لكن الله يعلم أن رسالتنا فيه وأنه وضعنا فيه كي نترك الأثر المرسوم الذي لن يستطيع أحد منا أن يرسمه إلا الشخص ذاته وأنه ما إن ننتهي من تلك الرسالة فحتما سنجد المكان الآخر الذي يليق بنا وببريق شغفنا.

وفي بعض الأحيان نصل إلى الحلم المراد لكن في الوقت الذي تكون فيه ظروفنا غير ملائمة فنجد أنفسنا نرفض هذا الحلم ونضطر إلى تركه من أجل طموح آخر ونرى الحياة بنظرة مختلفة وعين تبصر الفرص من جديد.

وفي البعض الآخر، قد نضطر إلى ممارسة تجارب عديدة ومواجهة ظروف معقدة لكي نخرج منها ونحن نعلم من نحن وماذا نريد فنكسب من التجربة، إدراكنا لأنفسنا وجمالياتها التي تستحق أن تكتشف.

وفي كل خير، وفي كل ظرف بذرة أمل، وأن الله لن يضعنا في المكان أو الحلم إلا وهو الأنسب تماما لنا في الوقت الراهن وأن الثقة بتدبير الله تكمن في الاطمئنان والتسليم له والرضا بما نحن عليه وما نكون عليه وما كنا به.

لذا كل ما علينا هو أن نحلم دائما، نطمح عاليا ونرضى اطمئنانا بكل رحلة ومرحلة.

MaramSalah_@