صالح بن حنيتم

في شهر أبريل الماضي أوضح سمو وزير الداخلية أن نسبة أعداد الحوادث الجسيمة خلال السنوات الماضية قد انخفض بنسبة 34 %، ونسبة أعداد الوفيات المرورية 51 %. حيث كنا نخسر سنويا (28) نفسا لكل 100 ألف نسمة، وبحمد الله نقص العدد إلى (13.5) وفاة لكل 100 ألف، ونتطلع إلى المزيد من الانخفاض، وها نحن نقترب من نهاية العام ونتوق إلى نسب انخفاض جديدة محفزة، فكل نفس بشرية واحدة نخسرها لا تقدر بثمن.

وهذا الإنجاز في تقليص عدد الوفيات يعتبر مؤشرا لكل من يعمل وكل من تهمه السلامة المرورية بأننا نسير في المسار الصحيح لتصحيح سلوكيات أفراد المجتمع خلف المقود، أقتبس ما قاله سموه في التغريدة التالية:

* أولت حكومة المملكة العربية السعودية عنايتها بالسلامة المرورية، وجعلتها ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبالعمل المؤسسي بين الجهات ذات العلاقة لإنجاز ذلك، أسهمت المهنية العالية في تحقيق كفاءة الضبط المروري والتوظيف الأمثل للتقنية.*

ولما للتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي من تأثير فقد تخطى حساب المرور بتويتر عدد بتابعيه مليوني متابع، وهذا دليل على تفاعل الحساب من جانب وأهمية السلامة المرورية وحسابها عند أفراد المجتمع من جانب آخر، ومن يتابع الحساب يلحظ سرعة التفاعل مع تساؤلات المتابعين، وهذا يعطينا دلالة كما أسلفت على أن السلامة المرورية أصبحت من المواضيع الهامة في المجتمع، فهذا يستفسر عن أنواع المخالفات، وآخر يبحث عن قيمتها، وهناك من تابع الحساب وفعل شعار التنبيهات بحيث يكون متابعا لكل جديد سواء كان حول النظام المروري أم عن حملات التوعية الخ.. ومن لديه حساب بتويتر لن يخسر شيئا عندما يتابع حساب المرور وغيره من الحسابات الحكومية لما تحويه من فوائد وتعليمات.

وما نشاهده من نتائج إيجابية نتاج ثمار زرعت بالأمس عندما شكلت المملكة لجنة وزارية للسلامة المرورية ضمن مبادرات برنامج رؤية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول الوطني لتعزيز السلامة المرورية، التي نتج عنها بناء منظومة قوية، وتهدف إلى اتباع أحدث تقنيات وأساليب الضبط والهندسة المرورية، والحد من المخالفات المرورية المؤثرة على السلامة المرورية، ومراجعة الأماكن التي تكثر بها الحوادث المرورية وتعرف بالنقاط السوداء عند المهتمين ليتم تحليل الأسباب للوصول للنتائج، ولتكتمل الصورة حول هذا الملف لم يغفل البرنامج إمكانية تطوير الخدمات الطبية في المراكز الإسعافية على الطرق وغيرها لتقديم خدمات أسرع لضحايا الحوادث المرورية، وللمعلومية هناك نسبة ليست بسيطة من الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية نتيجة تأخر وصول الإسعاف للموقع، ولما للتقنية من فوائد في زمن التقنية تم التوسع في تواجد الرصد الآلي على مستوى الوطن للحد من التهور لتبقى الطرق آمنة قدر المستطاع، وهذا لا يعني أن الصورة وردية وتصرفات كل من يسلك الطريق ودية، بيننا ناس متهورون لكنهم بحمد الله قلة.

ولا ننسى الحديث عن سلامة الأطفال داخل المركبات ونشر الوعي بالأنظمة والإرشادات التي تساهم في الحفاظ على سلامة أطفالنا وزيادة وعي أولياء الأمور عن أهمية اختيار الكرسي المناسب للطفل واستخدامه بشكل دائم وصحيح والتذكير بأهمية إرشاد الآباء والأمهات في كل حملة مرورية عن ضرورة وجود مقاعد مخصصة للأطفال في المركبات والتعريف بجودتها وكيفية استخدامها.

أخيرا، من يستشعر المعنى الحقيقي لفنون الأدب والذوق واحترام الآخرين أثناء القيادة فلن يخيفه من يرصده أو يشعر بأن هناك من سيخالفه، وما أروع الرقابة الذاتية التي تجعل من يتمتع بها يذكرنا بأن القيادة فن وذوق وأخلاق.!

Saleh_hunaitem@