صالح الشمراني يكتب:

بينما ننوي الإعلان عن انطلاقة الدورة الخماسية الثالثة للحي الذي أسكن فيه، فجأة يأتي خبر وفاة أمير الشباب فيصل بن فهد رحمه الله كالصاعقة التي لم يحتملها أحد، بمن فيهم نحن الرياضيين الذين كنا نرسم كثيرا من طموحاتنا وفقا لرؤاه التي كنا نلمسها في جميع جوانب حياتنا اليومية.

هزة أوقعتنا في حيرة بين إلغاء البطولة التي لم يتبق إلا يومان لانطلاقتها أو أن نستمر رغم أن الحزن قد طوق أرجاء المكان.

بعد مشاورات قررنا استمرارها لكن بمسمى آخر وهو (دورة فقيد الرياضة)، ولأن الاسم كبير، فقد كان لزاما أن يصاحب ذلك تغييرا جذريا في نظامها من خلال (الحكام والمعلقين، والاستضافات، والفعاليات اليومية، ومباريات استعراضية، وتنظيم حفل اعتزال لأحد المخضرمين في وقت الراحة، مع نشرة إعلامية مصاحبة لكل أيام البطولة).

وبالطبع فإن كل هذه المتغيرات ستتطلب ميزانية أكبر مما رصدناه..

أعلنت عن الدورة بمسماها الجديد وبأهداف أعمق، لعل أن نجد لها رعاية من أحد التجار ولكن للأسف لم يتقدم أحد، فقررت الاعتماد الذاتي، حتى لو كلفني ذلك الاستدانة من ذوي القربى.

ومع انطلاقة اليوم الأول فإذا برجل من وسط المدينة يطلبني بالاسم للحضور لمكتبه وسط مجمعه التجاري والطبي ليقدم لي مبلغا يغطي كامل تفاصيل الدورة، ولم يكتفِ بذلك بل طلب ألا أتوقف عن تقديم أي خدمة للمجتمع سواء رياضية أو غيرها متكفلا بأي مشروع أتقدم به إليه.

رغم أنني وقتها كنت أسمع بأعضاء الشرف الداعمين الذين يملأون الصحف بصورهم فإنني لم أتوقع أنني سأقف يوما أمام أحدهم، والذي لم يختلف عنهم إلا بطلبه (عدم ذكر اسمه).

انتهت البطولة ونجحت واكتسبت اسما لامعا بين دورات المنطقة بفضل دعم سخي من رجل عظيم لم تتوقف عطاءاته هنا، بل حين توطدت العلاقة المبنية على الثقة قدم لي دعما مماثلا حين مسكت تدريب فريقنا في دورات المنطقة.

أما عندما ترشحت لرئاسة فريق (فاجة) التابع لمركز الحي بلجنة التنمية الاجتماعية المدعوم وقتها حكوميا، فقد منحته حينها العضوية الشرفية وكتبت اسم مجمعه الطبي على قمصان اللاعبين دون الاستئذان منه، (تكريما ووفاء) لمن يستحق.

أحدثكم الآن عن جانب رياضي من صور دعمه وقفت عليه بنفسي، لكن مجتمعنا بمحافظة العرضيات يعلم صغيره وكبيره، نساؤه ورجاله بأنه كان جمعية خيرية تمشي على الأرض، فمن خلاله فرشت، ورممت، بل بنيت بيوت ومساجد، ودعمت مدارس وحلقات وبرامج، أما أسر الأيتام والأرامل فستبكيه طويلا من خلال دعمه المباشر للجمعيات، والتي كانت في طليعة من نعاه قبل أيام.

توقيعي/

رحم الله رجل المال الحلال، والأعمال الحسان العم سعد بن دغسان آل متعب القرني فمثله أثر يبقى وقصة تحكى للأجيال.

@shumrany