كلمة اليوم

* استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر «روسيا والعالم الإسلامي»، والمشاركة الرسمية الروسية في المؤتمر، وكما أنها حدث دولي مهم، فهو أمر يعكس المكانة الروحية والقيادية للمملكة لدى 1.5 مليار مسلم حول العالم، باحتضانها ورعايتها للحرمين الشريفين.. كما أن هذا الحدث يأتي امتداداً لجهود ترسيخ مبادئ الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب، وهو أيضاً الهدف المشترك بين المملكة والعالم الإسلامي، وجمهورية روسيا الاتحادية.

* يسهم الحوار بين أتباع الأديان والحضارات المتعددة في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بينهم، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب، والإيمان بأن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية، كما يساعد في معالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإنسانية، بما في ذلك التصدي لتبرير الاضطهاد والعنف والإرهاب باسم الدين، وتعزيز ثقافة الحوار والعيش معاً.

* تعد المملكة العربية السعودية شريكاً رئيساً وفعالاً في الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف، من خلال تبنيها العديد من المشروعات والبرامج والمبادرات الهادفة إلى محاربة جذور التطرف، ونشر قيم التسامح والاعتدال، وإثبات قدرة القيادات الدولية المعتدلة على الإسهام في حفظ السلام العالمي، وتحقيق الرفاهية لشعوب العالم.

* تواجه روسيا ودول العالم الإسلامي معاً خطر الإرهاب والتطرف الديني والفكري، ولذا فإن الحوار القائم بين النخب الإسلامية ونظرائهم من أتباع مختلف الأديان، يساعدهما معاً في الوصول إلى إستراتيجيات موحدة لمواجهة هذا الخطر، ويؤكد أهمية التوصل إلى تفاهمات تستند إلى القيم المشتركة بينهما، تساعد في مواجهة الخطاب المتطرف الداعي إلى العنف.. وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر «روسيا والعالم الإسلامي»، استدراكاً لكل تلك التحديات، أيضا تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية بين المملكة وروسيا، التي تشهد هذا العام ذكرى مرور 95 عاما على بدايتها.

* يحتاج العالم اليوم إلى مبادرات شجاعة لمواجهة ثقافة الموت والعنف والتطرف والإرهاب باسم الدين، بتشجيع الحوار بين أتباع الديانات والحضارات كافة، والتحذير من مروجي الفكر الظلامي المتطرف، وتأكيد رجال وعلماء الدين من جميع الديانات على قيم التسامح والتعايش والمواطنة وإشاعتها بين أفراد المجتمعات كافة، ومشاركتهم في التصدي للفكر المتطرف عبر جميع القنوات الاتصالية المتاحة.