كلمة اليوم

توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي وصل على إثرها التوأم السيامي المصري «سلمى وسارة» إلى الرياض، قادمين من جمهورية مصر العربية الشقيقة، لدراسة حالتهما والنظر في إمكانية إجراء عملية فصلهما في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بوزارة الحرس الوطني، هي مبادرة إنسانية نبيلة أخرى تأتي امتدادًا للجهود التاريخية الإنسانية الكبيرة للمملكة العربية السعودية في سبيل رفع معاناة الإنسان أينما كان وفق المكانة الرائدة للدولة إقليميا ودوليا.

* تأتي صحة الإنسان ضمن أولويات اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية، ويتجلى ذلك الاهتمام في تلك الرعاية الشاملة والعطاء اللامحدود في سبيل دعم البحوث والدراسات العلمية والمبادرات الصحية وكذلك توفير أرقى وأحدث الأجهزة والأدوية.. كل ذلك في سبيل بلوغ الهدف الأسمى من تحقيق سلامة الإنسان والتي تأتي أولا ودائما، تحقيقا لنهج راسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله».. ولعل ما تحقق من قدرة للأجهزة الصحية السعودية في تصديها لجائحة كورونا المستجد، تلك الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث والتي وقفت قدرات الأجهزة الصحية لأكثر الدول تقدما عاجزة أمامها، لعل هذه القدرة تعكس حجم ما وصل إليه تقدم الرعاية الصحية في المملكة بصورة تلتقي مع مستهدفات رؤية 2030.

* حين نعود بالذاكرة لما تم كشفه حول اللقاح المضاد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»، أحد 3 لقاحات «قيد التطوير»، عالميا، الأول في ألمانيا، والثاني بالولايات المتحدة الأمريكية، والثالث في المملكة بالتعاون بين «كيمارك» وجامعة أكسفورد، وأن الدراسة المنشورة، مؤخرا، في المجلة العالمية العلمية «لانست»، هي الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية، وتتضمن إجراء تجارب المرحلة الأولى للدراسات السريرية، وإعطاء اللقاح من المعمل إلى الإنسان بشكل مباشر، وهي أخطر مراحل دراسات اللقاحات، إضافة إلى أنها تمهد لدراسات أخرى قادمة سواء على مستوى مركز الأبحاث أو الجهات المشرعة والمنظمة للدراسات السريرية، وهذه الدراسة تمثل أرضية لتشريع وتنظيم ومراقبة تجارب المرحلة الأولى للدراسات السريرية.. فمن هذه الحيثيات آنفة الذكر نجد أنفسنا أمام دلالة جديدة للمشهد المتكامل من جهود المملكة العربية السعودية في سبيل حماية النفس البشرية تحقيقا لنهج راسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.