أمجاد سند - الدمام

يضفيان قيمة جمالية للكتل والفراغات الساكنة

يحظى «الظل والنور» بأهمية كبيرة في مجال الديكور، لما يضفيانه من قيمة جمالية للكتل والفراغات الساكنة، إذ يجعلانها تتسم بسياق من الحركة والتدفق، وهذا السياق لا يتحقق إلا بمسايرة رحلة الشمس اليومية عبر فتحات المبنى سواء كانت نوافذ أو أفنية أو غيرها، وإسقاطها الضوء بزوايا وشدة مختلفة طوال ساعات اليوم، وقال المعماري هشام القاسم: تمكننا الإضاءة الصناعية من إضاءة المبنى من أي منظور نرغب، لكن ينبغي الحذر عند استخدام الإضاءة الصناعية، فالإفراط في استخدامها يفقد الفراغ الكثير من المعاني التشكيلية، بالإضافة إلى ما يسببه من استهلاك زائد للطاقة في غير موضعه.

إظهار الجمال

وأضاف: استخدام الظل والنور يضفي رمزية إلى الفراغات المختلفة، ونحتاج أيضا إلى إعادة القيمة الجمالية التي يحققها الظل والنور في التصميم الداخلى والأثاث، لإظهار جمال تصميم الفراغ، وسواء كان التصميم تقليديا أو معاصرا، فإن الظل والنور يضفيان لمسة سحرية على الفراغ.

الشدة والتوجيه

وتابع: لا نبالغ إذا قلنا إن‬ تصميم الظل والنور من أكثر العناصر تأثيرا في التصميم، فهو يغير من ملامح المكان، ويضفي عليه أجواء جديدة من خلال تقنيات الإضاءة المختلفة باستخدام الظل والنور، کما يمكن استخدامهما للتأكيد على الاختلاف الوظيفي في مساحة ما، فتصميم الظل والنور يوجه رؤيتنا وإدراكنا للفراغ، ويبرز تفاصيل نرغب بها ويخفي تفاصيل أخرى، کما يمكن تقسيم الفراغ بالتحكم فى الظل والنور من خلال «الشدة/التوجيه».

الإضاءة الطبيعيةواستكمل حديثه قائلا: قيل قديما «البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب» وبلغة العمارة نقول «العمارة لا تكون عمارة، إن لم تكن فيها إضاءة طبيعية، فهي تعطي إحساسا بالوقت، ومزاجا خاصا في كل فصل من فصول العام»، لذلك فإن استغلال الإضاءة الطبيعية في المباني هدف إستراتيجي تعتمد عليه العمارة الحديثة للوصول إلى عمارة مستدامة وخضراء وتكون ملائمة لمدن المستقبل.

مزايا اقتصادية

وعن المزايا الاقتصادية الكبرى والمتوقعة من استغلال الإضاءة الطبيعية، أوضح القاسم أن قدرتها على تزويد المبنى بالإضاءة، تقلل عدد ساعات الاعتماد على المصابيح الكهربائية، وحينئذ يقل استخدام تلك المصابيح ويطول عمرها وتقل صيانتها والحرارة الناتجة عنها، وبذلك تقل الأحمال الحرارية، ما يعني أجهزة تكييف أصغر وأرخص ووفرة أكبر في الاستهلاك الكهربائي، إضافة إلى كل هذه الفوائد، فإن تطبيق إستراتيجية الإضاءة الطبيعية في المبنى يساعد على اجتيازه النقاط المطلوبة للحصول على شهادة LEED وتسجيله ضمن المباني الخضراء المعتمدة عالميا.

حرارة الشمس

أما عن العيوب، فقال: تكمن العيوب في افتقار عمارة المناطق الحارة التي تنتمي إليها المملكة، إلى أساليب الحماية من حرارة الشمس، مع الاستفادة من الضوء الطبيعي، إذ صممت مبانيها بفتحات ومسطحات زجاجية كبيرة أو مسطحات خرسانية مغلقة تشبه علب الكبريت، لا تراعى فيها أسس تصميم المباني، لذلك فإن الهدف من إحياء هذا النوع من العمارة هو إظهار وتوضيح أهمية علاج مشاكل الطاقة الشمسية، وذلك بالتعرف على الأساليب التي انتهجها الأجداد في المنازل القديمة، من الكاسرات إلى شبكات الظل والمشربيات، ومدى تحقيق الراحة الحرارية داخل هذه المباني، وأنا أنصح به في التصميم بعد الأخذ في الاعتبار أساليب ومعالجات فتحات الواجهات والأسقف، خاصة الأفنية الداخلية، فهي مناسبة لعمارة المناطق الحارة حيث تدخل الإضاءة المبنى بطريقة غير مباشرة وأقل شدة.

تصاميم مدروسة

وأوضح أن دخول نور الشمس لا يقتصر على المنازل الكبيرة منها فقط، فالتصميم المدروس يمكن تنفيذ كافة المفردات المعمارية التي تساعد في تزويد المبنى بالإضاءة الطبيعية مهما كانت مساحته، قائلا: إحدى الطرق التصميمية المستخدمة لتحقيق هذه الإستراتيجية هي الاتجاه إلى التصميم الرأسي، وتوزيع غرف المنزل على طابقين بهدف توفير مساحة داخلية لتصميم فناء يزود الفراغات بالإضاءة والتهوية المطلوبة.

عمارة وتخطيط

ويشغل القاسم منصب عضو هيئة التدريس في كلية العمارة والتخطيط قسم العمارة وعلوم العمران بجامعة الملك سعود، وحاصل على بكالوريوس عمارة وعلوم بناء، وماجستير العمارة الاحترافية، وهو باحث دكتوراة متخصص في التقنية ونمذجة التصميم والتحكم بجودة وتكاليف البيئة المبنية، ومؤسس ومشارك في عدة مشاريع، ومهتم بتقديم البرامج التعليمية بهدف نشر الوعي بالعمارة، من خلال برنامج توعية الطلاب والمتدربين والناس بشكل عام عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي استفاد منها ما يزيد على مليون شخص.

يضفي رونقا على التصميم الداخلى والأثاث ويظهر استغلال المساحات

نور الشمس يعطي إحساسا بالوقت ومزاجا خاصا في كل فصول السنة

التصميم المدروس يمكنه تزويد المبنى بالإضاءة الطبيعية مهما كانت مساحته

الإفراط في استخدام الوسائل الصناعية يفقد الفراغ الكثير من المعاني التشكيلية