كلمة اليوم

* تنطلق أهمية توسع ثقافة المجتمع في الأوقاف ومدى التوجه والاهتمام بإنشائها بمختلف مساراتها من أهمية المعاني النبيلة التي ترتكز عليها أهداف وأبعاد هذا المفهوم الذي يلتقي في مساراته الشرعية مع القيم التي ترسم ملامح المشهد الشامل للمنهجية الراسخة في المملكة العربية السعودية التي تقوم على تعزيز مفهوم عمل الخير بما يضمن وصول الفائدة لجميع المستحقين وتحقيق الاتزان في جهود فعل الخير وفق القوانين والأنظمة التي تتخذ من تعاليم الشريعة السمحة ركيزة لها ومنصة تنطلق منها كافة آفاقها.

* الأوقاف تعد أحد أهم أوجه إسهامات الخير التنموية التي ترتكز عليها قواعد التنمية المستدامة، وهي أحد الأطر التي تستهدفها رؤية المملكة من حيث التطوير في المعنى وأساليب التنفيذ بصورة تضمن الارتقاء بالنتائج.. الوقف في مفهومه إيثار وعطاء وخير ينمو ويزدهر بأهدافه القريبة والبعيدة، والاهتمام به وبحيثياته ونتائجه يأتي كدلالة أخرى على شمولية الرؤية وسمو الهدف وعمق المستهدفات.

* مفهوم الوقف العقاري وصلته بالوقف الصحي مفهوم واسع، يتعلق بالرعاية الصحية بمختلف مراحلها ومستوياتها، والمهيئات والممكنات لها، من تعليم وتوعية ووقاية، وكل ذلك يدخل في جانب الوقف الصحي الذي يمثل أحد أوجه الوقف.. ولعل زيادة الوعي وتثقيف المجتمع فيما يتعلق بالأوقاف الصحية، وتحفيز رجال الأعمال والجهات المانحة للمساهمة والمشاركة في الأوقاف الصحية بمختلف أنواعها، من مستشفيات ومراكز طبية ومراكز علاجية ووقائية، وأيضا فيما يتعلق بالمنصات الإلكترونية الصحية، وكذلك المصانع الطبية، إضافة للعقارات التجارية التي يكون ريعها للخدمات الصحية.. التوعية بذلك يأتي كمسؤولية مشتركة من كافة الجهات المعنية في نشر التوعية اللازمة بالمفهوم الدقيق للوقف في مختلف صوره.

* الأوقاف الصحية والسكنية وغيرها.. وكما أنها تهدف إلى زيادة دور القطاع غير الربحي في التنمية وفق رؤية 2030 م من خلال إقامة مشاريع وقفية مستدامة تقدم الرعاية للفقراء والمحتاجين من أفراد المجتمع لتحقيق الاستقرار لهم.. فهي كذلك تأتي لتحقق نهجا راسخا في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.. نهج يتخذ من الخير منهجية في كل تفاصيله ويطور سبله ويرتقي بها عبر السنين.