محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

أن يجمع الكاتب أثناء إبداعاته بين عدة فنون كالرواية والقصة القصيرة والمقال الصحفي والشعر، فهو اتجاه نادر قلما يتكرر في أدبنا السعودي المعاصر، وأصحابه يعدون على أصابع اليدين أذكر نموذجين شهيرين منهم في هذه العجالة الأول يتمثل في شخصية الدكتور غازي القصيبي -يرحمه الله- فقد بدأ نشاطه الأدبي شاعرا بإصداره سلسلة من الدواوين، التي لاتزال حديث الركبان وشغل النقاد واهتمام الباحثين ثم شرع يكتب الرواية بدءا بروايته الشهيرة «شقة الحرية»، التي ترجمت إلى عدة لغات، ثم أخذ يعالج المقال الأدبي بصوره المتعددة، وهو أحد المالكين لحس صحفي رائع تجلى في إصداره لكتابه التوثيقي الشهير عن الأميرة ديانا بعد مصرعها بيوم واحد تضمن أدق التفاصيل عن حياتها الخاصة والعامة، أما معاركه الأدبية فهي أشهر من نار على علم تختزن ذاكرتي منها تلك التي جرت بينه وبين الشاعر محمد العلي واستمرت عدة شهور ونشرت حلقاتها المتتابعة على صفحات جريدة «اليوم» الغراء.

أما النموذج الآخر، فإنه يتمثل في شخصية الكاتب خليل الفزيع، الذي بدأ نشاطه الأدبي عند التحاقه بالمعهد العلمي بالأحساء بروايتين نشرتا على حلقات في أحد الإصدارات الصحفية كما جاء أثناء سرده لسيرته الأدبية في حفل تكريمي أقامه على شرفه أحد وجهاء الأحساء قبل أيام، ثم شرع في كتابة القصة القصيرة بدءا بمجموعته «سوق الخميس» ثم انخرط في سلك الصحافة عند التحاقه بجريدة «اليوم» فمارس الكتابة الصحفية بمختلف ألوانها ومناحيها، ثم استهواه الشعر فأخذ يقرضه باقتدار وبراعة، وقد صدرت له حتى تاريخ كتابة هذه الزاوية خمس مجموعات شعرية تناول في تضاعيفها معظم الأغراض الشعرية المعروفة، فثمة كما يبدو قواسم مشتركة تجمع بين الشخصيتين تبلورت معالمها في إجادة كتابة الرواية والقصة القصيرة والمقال الصحفي والشعر، وهي معالم قلما تتوافر في شخصية واحدة مثلما توافرت في الشخصيتين المطروحتين.

mhsuwaigh98@hotmail.com