كتبت - نورهان عباس

وصفها بأنها تشكل «تغيرا جذريا في مستقبل المدن الصناعية»

سلطت الصحف والمواقع العالمية الضوء على خبر إطلاق مدينة أوكساجون، التي من المقرر لها أن تكون أكبر مجمع صناعي عائم في العالم، مؤكدة أن المملكة على الطريق الصحيح لتسطر مستقبلاً صناعياً وتنموياً جديداً في المنطقة الخليجية وحول العالم، يبدأ من مدينة نيوم، التي تشكل أملاً مستقبلياً واعداً، وتغييراً جذرياً في قواعد اللعبة الاقتصادية، بما فيها من أفكار ومشروعات سباقة. وترجمت صحيفة (اليوم) أبرز ما جاء في الإعلام العالمي حول المشروع الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الثلاثاء الماضي، والآمال الكبيرة المعقودة عليه.

تصنيع متطور

البداية كانت من صحيفة «ذا ناشيونال»، التي عنونت موضوعها عن أوكساجون بالقول: «السعودية تبني أكبر مجمع صناعي عائم في العالم». وأضافت الصحيفة، في محض إشادتها بالمشروع العملاق، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يعمل المجمع الصناعي الجديد على «إضفاء الطابع الحضري على البحر» كجزء من خطة نيوم الأوسع.

وأردفت: «أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، عن مدينة صناعية مستقبلية غير ربحية في البحر ستكون حافزاً للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم والمملكة، مما يفي بتحقيق طموحات الدولة في ظل رؤية 2030».

ولفتت الصحيفة إلى أن أوكساجون ستنشئ أول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم بمدينة نيوم. واستطردت: «سيتم بناء أوكساجون كمدينة صناعية لعرض نموذج جديد يشكل تغييراً جذرياً لمراكز التصنيع المستقبلية، وهو نموذج مصمم للمساعدة في حماية البيئة، مع خلق فرص العمل والنمو في نيوم».

ونقلت الصحيفة عن نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم قوله إن أوكساجون ستكون «مخططاً لاقتصاد أزرق» وستعمل على «تمدُّن البحر».

وتابعت: «إنها ستساهم في التجارة الإقليمية للمملكة العربية السعودية، وتدعم إنشاء نقطة محورية جديدة لتدفقات التجارة العالمية». مضيفاً: «يسعدني أن أرى أن الأعمال التجارية والتنمية قد بدأت على أرض الواقع، ونتطلع إلى التوسع السريع في المدينة».

ولخّصت الصحيفة حديثها مؤكدة أن خطة أوكساجون تتمثل في أن تكون مدينة خالية تماماً من الطاقة غير النظيفة.

وقالت: «ستركز خطة التنمية الصناعية في أوكساجون على 7 قطاعات، هي: الطاقة المستدامة، والسيارات ذاتية القيادة، وابتكار المياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والصحة والرفاهية، والأساليب الحديثة للبناء والتكنولوجيا والتصنيع الرقمي، بما في ذلك الاتصالات وتكنولوجيا الفضاء والروبوتات».

إنتاج قياسي

أما موقع «ماركت ريسيرش تليكاست»، فوصف أوكساجون بأنها «أكبر مجمع صناعي عائم على هذا الكوكب»، وقال: «ستبني المملكة العربية السعودية أوكساجون كمدينة للمستقبل، حيث يمكن للأفكار الموجودة فيها أن تغير العالم».

وأشاد ماركت ريسيرش بالموقع الإستراتيجي للمدينة الصناعية، حيث ستكون أوكساجون على البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، وهي منطقة كبيرة في الجنوب الغربي من نيوم، وسيكون لها شكل ثماني الأضلاع، وهذا من شأنه أن يقلل من التأثير على البيئة.

وقال: «من المتصور أن تتمكن هذه المدينة من تحقيق مستويات إنتاج عالمية مع تقليل، انبعاثات الكربون إلى الصفر».

وبحسب ما ذكره الموقع، ستساهم أوكساجون في «إعادة تعريف النهج العالمي للتنمية الصناعية في المستقبل»، وحماية البيئة، مع خلق فرص العمل والنمو، وستساهم في التجارة الإقليمية للمملكة العربية السعودية، وتدعم إنشاء نقطة محورية جديدة لتدفقات التجارة العالمية.

تشكيل المستقبل

ومن «ماركت ريسيرش تيليكاست» إلى موقع «بيج نتوورك»، الذي أكد أن أوكساجون تشكل المرحلة التالية من الخطة الرئيسية لنيوم. وتمثل تحولاً جديداً لمراكز التصنيع النظيفة، استناداً إلى إستراتيجيات نيوم المستقبلية النظيفة.

ونقل الموقع عن سمو ولي العهد قوله: «يسعدني أن أرى الأعمال التجارية والتنمية قد بدأت على أرض الواقع، ونتطلع إلى التوسع السريع للمدينة».

ولفت الموقع إلى أن أوكساجون ستؤسس اللبنة الأولى لأول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم بمدينة نيوم. وسيتم توحيد مرفق تسليم الموانئ والخدمات اللوجستية والسكك الحديدية، مما يوفر مستويات إنتاجية عالمية، مع انبعاثات صافية صفرية، ووضع معايير عالمية في اعتماد التكنولوجيا والاستدامة البيئية.

وأضاف: «ستسمح أوكساجون بتواجد سلسلة التوريد المادية والرقمية ونظام اللوجستيات الرشيقة والمتكاملة مع التخطيط في الوقت الفعلي، مما يؤدي إلى التسليم الآمن في الوقت المحدد، وتوفير الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة لشركاء الصناعة».

أيضاً، سينطوي جوهر أوكساجون على اعتماد التقنيات الأكثر تقدماً مثل إنترنت الأشياء (IoT)، ودمج الإنسان والآلة، والذكاء الاصطناعي والتنبُّئي، والروبوتات، وكلها مقترنة بشبكة من مراكز التوزيع المؤتمتة بالكامل والمستقلة. إضافة إلى دعم أصول التسليم في المرحلة الأخيرة لدفع طموحات نيوم في إنشاء سلسلة إمدادات متكاملة وذكية وفعالة.

وأردف الموقع: «سيتم تشغيل المدينة ذات الانبعاثات الصفرية بالطاقة النظيفة بنسبة 100٪ وستصبح نقطة محورية لقادة الصناعة الذين يرغبون في قيادة التغيير، لإنشاء مصانع متقدمة ونظيفة في المستقبل».

الجيل التالي

وركزت شبكة «فرانس 24» الفرنسية الإخبارية اهتمامها على الأهمية المستقبلية الكبيرة لمدينة نيوم، حيث تشكل الروبوتات والبيانات الضخمة جزءاً أساسياً منها، في الوقت الذي تراهن فيه دول الخليج على الذكاء الاصطناعي.

وقالت: «تنفق المملكة العربية السعودية 500 مليار دولار على نيوم، التي ستكون مركزًا تكنولوجيًا جديدًا من الجيل التالي في البحر الأحمر، وستوفر اتصالاً فائقاً لسكانها المخطط أن يزيد عددهم على مليون نسمة، كما ستختبر سيارات الأجرة المحمولة جواً».

وأضافت: «يقع الذكاء الاصطناعي أيضاً في قلب التطورات السعودية الأخرى بما في ذلك مشروع البحر الأحمر، وهي منطقة سياحية جديدة ستستخدم أنظمة ذكية لرصد الآثار البيئية وتحركات الزوار».

ونقلت الشبكة الإخبارية عن مجموعة من المحللين الاقتصاديين تأكيدهم أن دول الخليج «مستعدة للمراهنة على الذكاء الاصطناعي»، حيث تدرك أنها يجب أن تبتعد عن اعتمادها على قطاعات الوقود الأحفوري، وأن تصبح أكثر نشاطاً في التكنولوجيا والسياحة ومجالات الاقتصاد الأخرى.

وقال كافيه فيسالي، الشريك في شركة الاستشارات «بي دبليو سي ميدل إيست»: «لديك قيادة متقدمة يبدو أنها مستعدة للمخاطرة إلى حد ما، وترى الحاجة الماسة إلى التحول»، مضيفاً: «أعتقد أن هذا تماماً عكس ما أراه في بقية العالم».

تفوق عالمي

من المتوقع أن يتلقى الشرق الأوسط 2% من الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي المقدر بـ15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقاً لشركة برايس ووترهاوس كوبرز.

وقال المحللون إن المملكة العربية والسعودية ودول الخليج الأخرى: «تتخذ شوطاً اقتصادياً طويل الأمد، وتضع نفسها في مركز يسمح لها بتخطي اللاعبين العالميين الآخرين».

وأوضحت «برايس ووترهاوس كوبرز»، في تقرير لها، أن معدل النمو السنوي لسوق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط يتراوح بين 20 و34%، بقيادة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، متوقعة أن أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي لكلٍّ من البلدين سيأتي من الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

وقال فيسالي: «تتمتع حكومات هذه الدول برفاهية أن تكون أكثر إستراتيجية»، مستشهداً بخطط الـ20 و50 عاماً، التي تعتبر سمة مميزة لحكومات الخليج.

وأضاف فيسالي إن معظم شركات الذكاء الاصطناعي في دول الخليج هي شركات حكومية بالكامل، أو شبه حكومية، ولديها أعباء منخفضة نسبياً لتوليد عوائد على المدى القصير، وهو ما يساعدها على تحقيق أهدافها طويلة الأمد بصورة أكبر.

ووفقاً لفرانس 24، تستخدم شركات حلول البيانات والذكاء الاصطناعي، التي تتخذ من المملكة العربية السعودية والإمارات مقراً لها، أحدث التقنيات الحاسوبية.

ختاماً.. أشار ستيفن روسون، وهو زميل في شركة الاستشارات الأمريكية «أوليفر وايمان»، إلى أن مركز المملكة جنباً إلى جنب مع الدول الخليجية الأخرى كأحدث لاعب في قطاع جمع البيانات له مميزاته، حيث يمكن لدول الخليج أن تولد بيانات أنظف لإنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر انسيابية.

بيج نتوورك: اللبنة الأولى لأحدث نظام بيئي متكامل

فرانس 24: «نيوم» مركز تكنولوجي للجيل الجديد

ذا ناشيونال: حافز للنمو والتنويع الاقتصادي في المملكة

ماركت ريسيرش تلكاست: تحقق مستويات إنتاج عالمية مع تقليل الانبعاثات الكربونية