أ. د. فائز بن سعد الشهري يكتب:faezalshihri@yahoo.com

احتفل العالم في الأسبوع الماضي، بتاريخ 31 أكتوبر، باليوم العالمي للمدن، وهو حدث عالمي يهدف إلى تعزيز التنمية الحضرية المستدامة في جميع مدن العالم. وقد اختارت الأمم المتحدة لهذا العام 2021 موضوع «مدينة أفضل لحياة أفضل: تكيف المدن من أجل المرونة المناخية»، بهدف الحد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والجفاف.

ويأتي هذا الاحتفال بينما تواجه مدن العالم قضايا تنموية متباينة، وتختلف مواجهتها من مدينة إلى أخرى وفقا لطبيعة تخطيطها وتنميتها وخصائص سكانها، وفي مملكتنا الحبيبة، وفي اليوم العالمي للمدن، نعيش تنمية شاملة برؤية طموحة، وبإستراتيجيات ومشاريع عملاقة، ومبادرات تتحقق معها أهداف التنمية المستدامة لتواجه تحديات التخطيط والتنمية. وهنا نذكر المشاريع والمدن الجديدة الواعدة كنيوم وذا لاين والبحر الأحمر والقدية، والمبادرات الرائدة كالسعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، وإستراتيجية استدامة الرياض وإستراتيجيات تطوير المناطق. ويأتي هذا الاحتفال أيضا وقد أصبحت مدينة الرياض ثالث أذكى مدينة بين عواصم دول مجموعة العشرين والـ 30 على المستوى العالمي في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2021، الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية، حيث قفزت 23 مرتبة عن العام الماضي. وكذلك تأهلت المدينة المنورة للانضمام إلى قوائم مؤشر IMD للمدن الذكية للعام 2021م. ووفقا للمؤشر فقد سجلت المدينة المنورة المرتبة 73 عالميا، الذي يضم تقييما لأفضل (118) مدينة ذكية على مستوى العالم، لتصبح بذلك رابع مدينة ذكية على مستوى الوطن العربي. وكذلك حصلت مدينة الجبيل الصناعية على جائزة اليونسكو العالمية لمدن التعلم 2021، التي تمنح لأفضل الأعضاء الذين أظهروا تقدما كبيرا في تعزيز فرص التعليم والتعلم مدى الحياة للجميع.

هذه الإستراتيجيات والخطط والبرامج والمبادرات وإنجازاتها الحاضرة والمستقبلية تساهم في الحفاظ على البيئة ومواجهة تحديات التغيرات المناخية من خلال الدور المهم الذي يلعبه التخطيط العمراني، كونه يأخذ في الاعتبار الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمستدامة.

ومع الاحتفالات العالمية بالمدن وتخطيطها، نعيش في مملكتنا الغالية احتفالات تنموية مستمرة في مراحل تنفيذ رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي تعزز ثقافة تخطيط المدن بأبعاده البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ومستوياته الوطنية والإقليمية والمحلية، وتتطلب المزيد من العمل بتخصصية تضمن استدامة التنمية ومواجهة تحدياتها، وفي مقدمتها التحديات المناخية.

وأخيرا وليس بآخر، ومع الاحتفالات العالمية بيوم المدن، أقترح دراسة إقامة يوم للاحتفال بالمدن السعودية كل عام، ويتم فيه إبراز أهم الإنجازات العمرانية في المملكة، والخطط المستقبلية، والتحديات المتوقعة، وبما يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. كما أن ذلك اليوم فرصة لمتابعة مراحل التخطيط والتنفيذ والتطوير العمراني في المملكة، والتثقيف بالدور الريادي لمملكتنا الغالية في مواجهة التحديات البيئية والتغلب عليها، حماية لكوكب الأرض، ودعما لجهود مكافحة التغير المناخي.