صفاء قره محمد، مها العبدالهادي - بيروت، الدمام

البحرين تدعو جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى المغادرة فورا

لا تزال تداعيات تصريحات وزير الإعلام في حكومة لبنان جورج قرداحي تتفاعل لبنانيا وخليجيا، وأمس دعت مملكة البحرين جميع مواطنيها في لبنان إلى المغادرة فورا، فيما رد وزير العدل الأسبق أشرف ريفي على تصريحات لوزير الخارجية اللبناني عبدالله أبو حبيب التي ادعى فيها أن حزب الله لا يهيمن على لبنان بالقول إن «وزير الخارجية يتحدث خوفا من الحزب».

دمى متحركة

وقال اللواء ريفي في تصريح لـ«اليوم»، على كلام وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، الذي نفى فيه أن «يكون لحزب الله أي هيمنة على لبنان»، قائلاً: «أنت تعيش في كوكب آخر»، سائلاً «من أوصل البلاد إلى الخراب، من يتحكم بكل قرارات الجمهورية اللبنانية؟»، موضحاً أن «هذا الكلام غير واقعي وهو يجافي الحقيقية أو ليس بقدرته الكلام خوفاً من حزب الله».

ويوضح ريفي أن «من يواكب الوضع اللبناني يعلم أن القرار لدى حزب الله، وكل من هو موجود في السلطة مجرد دمى من يحركهم هو الحزب». ويقول: «لا يوجد حل ترقيعي مع دول الخليج، لا عبر استقالة وزير ستحل الأمور، إن لم تسقط الطبقة السياسية كلها فلن يكون هنالك حل»، مشدداً على «أننا بحاجة إلى حل إنقاذي وحكومة إنقاذية من خارج المنظومة السياسية الحالية لأن جميعها تخضع لحزب الله».

بلا ثقة عربية

يضيف ريفي: «الأمور في لبنان متجهة من سيئ إلى أسوأ ولا أرى أن هذه الحكومة ستتمكن من القيام بحل إنقاذي، خصوصاً أنها لا تتمتع بالثقة العربية أو الدولية للنهوض بالبلد»، متابعاً: «على الرغم من أن هذه الحكومة لا تزال في بداياتها إلا أنها بدأت تتخبط بداية من خلال صهاريج المازوت الإيرانية ومن ثم الأزمة الكبيرة مع السعودية، أي وجهت إليها ضربات سيادية واقتصادية»، معتبراً أن «حزب الله بجلبه المازوت الإيراني دخل سوق النفط في لبنان لمنافسة الشركات الأخرى، وهي تجارة غير مشروعة كونه لا يدفع ضرائب ورسوم».

ويؤكد أنه «إذا لم نخرج من المشروع الإيراني، فسيبقى البلد يغرق في أزماته الكبرى ولهذا لا حل أمامنا سوى الخروج منه وإلا فإن الانهيار الكبير سيحل بلبنان وشعبه أسوة بسوريا واليمن والعراق»، معلناً «تأسيس جبهة إنقاذية لإيجاد حل لهيمنة حزب الله والخروج من الاحتلال الإيراني».

البحرين تدعو

وقالت الخارجية البحرينية «تدعو الوزارة جميع المواطنين المتواجدين في الجمهورية اللبنانية إلى ضرورة المغادرة فورًا نظرًا لتوتر الأوضاع هناك مما يوجب أخذ الحيطة والحذر. وتؤكد الوزارة على ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيًا إلى الجمهورية اللبنانية وذلك منعًا لتعرض المواطنين لأية مخاطر وحرصًا على سلامتهم».

الهيئات الاقتصادية

وفي السياق استقبل البطريرك بشارة الراعي أمس وفدا من الهيئات الاقتصادية، تحدث باسمهم الأمين العام للهيئات الاقتصادية نقولا الشماس، فقال: «وضعنا البطريرك بصورة الأوضاع والوتيرة غير المسبوقة التي تنهال بها الأزمات على لبنان، وكان آخرها الأزمة الدبلوماسية المستجدة مع المملكة العربية السعودية والخليج مع العلم أن عملية استدعاء سفير بين الدول الصديقة هو أمر بغاية الخطورة».

وأضاف: «نحن نستنكر ما يجري اليوم بين لبنان والدول العربية، وخصوصا المملكة العربية السعودية. فالمملكة هي قائدة السرب في مجلس التعاون الخليجي وعلى مدى سبعين عاما وأكثر. المملكة ودول الخليج حضنوا لبنان دائما وكانوا إيجابيين في المواضيع السياسية والاجتماعية والإنسانية وفي المال والاقتصاد وخصوصا في الحرب وفي فترة ما بعد الحرب».

وتابع: «لقد هالنا كاقتصاديين ما يحصل اليوم من ارتدادات، فالمملكة هي المشغل الأول للبنانيين في الخليج وغيره، وهي المستورد الأول من لبنان، وهي المستثمر الأول والسائح الأول في الأيام الطبيعية، يعني أن أي انتكاسة سيكون لها ارتدادات هائلة على البلاد».

انتشال لبنان

وأردف: «يجب أن لا ننسى، أن التعويل كبير على المملكة في التصويت داخل صندوق النقد الدولي وفي مؤتمرات سيدر وغيرها لانتشال لبنان من الأزمة التي يتخبط بها».

ولفت إلى أن «على الصعيد الصناعي، ستكون آلاف العائلات مهددة مباشرة، لأن هناك مصانع قائمة بلبنان بحد ذاتها وجهتها الحصرية باتجاه المملكة والخليج، إضافة إلى ذلك هناك استيرادا لمواد أولية لا تأتي إلا من السعودية وأيضا توقفت. هذا عدا السياحة والتجارة والزراعة التي كانت أساسا متأثرة بذلك».

وقال شماس: «البطريرك الراعي أبدى اهتماما كبيرا بالموضوع ويدرك أبعاد المشكلة أكثر بكثير من المسؤولين السياسيين عن المؤسسات الدستورية في ظل إنكار تام لخطورة ما يحصل، وهو خطر وجودي».

وأكد شماس أن «التنسيق سيبقى مستمرا بين البطريرك الراعي والهيئات الاقتصادية، لأن الأمر لا يمكن أن يستمر في أيادي السياسيين. وسنسعى مع البطريرك لتحقيق مبادرة ولن نقصر والاتصالات ستبقى مفتوحة بيننا وبينه».

حالة عداء

من جهته قال الكاتب الصحفي الكويتي داهم القحطاني، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تعبر عن فكر الحكومة اللبنانية وعن عدم فهم دقيق للأزمة اليمنية وتزييف للحقائق، مشيراً إلى أن هذه التصريحات من شأنها أن تشكل حالة عداء واسعة ضد المملكة والخليج.

ولفت القحطاني، إلى أن الحكومة اللبنانية كان يفترض أن تقيل قرداحي وبعد ذلك تتوجه للتفاهم مع دول الخليج على مجمل الأخطاء الحاصلة من الجانب اللبناني، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تكون هناك خطوات لاحقة وموجعة ستوجه للحكومة اللبنانية التي تسيطر عليها إيران كما هو معروف.

وأضاف إن هذه الخطوات لن توجه للشعب اللبناني، فالجاليات اللبنانية في كل البيانات التي صدرت من دول الخليج، تم التأكيد على أنها لن تتعرض لأي ضرر، وحتى المشاريع ذات الطبيعة الخيرية والموجهة للشعب اللبناني من دول الخليج لن تتوقف، لأنها مرتبطة بلجان خيرية، ولأن الدول الخليجية تقدمها لهدف إنساني بحت وليس لهدف سياسي.

وقال عدم قيام الحكومة اللبنانية بأي موقف يؤكد ما ذهبت إليه دول الخليج في بياناتها أن القرار اللبناني مختطف وليس بيد حكومة لبنان.

وأكمل القحطاني حديثه قائلاً إن جورج قرداحي يمثل تيارا سياسيا متحالفا مع حزب الله ومستفيد من وجوده في الحصول على رئاسة الحكومة ومناصب أخرى، وموقفه موقف عدائي، وأضاف، إن قرداحي صرح بأن الحوثيين يدافعون عن بلدهم وهذا خطأ كبير، وما حصل أن الميليشيات الحوثية غزت المحافظات اليمنية وقتلت الشعب اليمني ودمرت المدن واحتلت العاصمة بدعم مباشر من إيران، ومساندة من حزب الله اللبناني، لهذا كان الرد السعودي الخليجي.

الشماس: المملكة احتضنت لبنان دائما في المال والاقتصاد والحرب وما بعد الحرب

«حزب الله» ممسك بالقرار اللبناني والموجودون في السلطة دمى يحركهم زعيمه