مجدي البانوبي

@MagdyElbanouby

لم تكن عبارة «الاستثمار في الإنسانية» مجرد شعار أو عنوان لمبادرة «مستقبل الاستثمار» في نسختها الخامسة التي استضافتها العاصمة الرياض مؤخرا على مدى ثلاثة أيام، ولكنها واقع عملي ومنهج عمل وتطبيق حي لاهتمامات وأولويات الحكومة السعودية، ليس تجاه مواطنيها فحسب، وإنما للبشرية جمعاء في شتى أرجاء المعمورة.

المبادرة التي شهدت مشاركة 5 آلاف بعثة وصانع قرار من مختلف قارات العالم، أظهرت اهتمام المملكة بالتقنيات والإستراتيجيات والاقتصادات الجديدة والابتكار وتوفير فرص العمل وحماية الموارد والبيئة من المتغيرات المناخية، ومستقبل الاقتصاد العالمي والبيئة والطاقة والسياحة والاستدامة والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي وصناعة الإنسان الآلي، والاستثمارات الهادفة لتحقيق أكبر منفعة للبشرية، ومن هنا جاءت «مستقبل الاستثمار»، ترجمة لإيمان القيادة السعودية بأن الإنسان هو العنصر الرئيسي في التنمية، وأن النجاح في الحياة لا يأتي إلا من خلال عقول بشرية واعية ومدربة.

دلائل ومؤشرات الاهتمام بالإنسان في المملكة لا يمكن اختزالها أو ذكرها في مقال، فقبل أيام صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على السياسة الوطنية للمسح الوطني لاضطراب طيف التوحد، وتطبيقه بنهاية عام 2022 تأكيدا لحرص الحكومة الرشيدة على تنظيم وتشريع الخدمات المقدمة لذوي اضطرابات النمو والسلوك في المملكة.

بالأمس القريب أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظه الله» برنامج «القدرات البشرية» أحد محاور رؤية المملكة 2030 والذي يستهدف البناء والاستثمار في الإنسان بوصفه جوهر عمل أي دولة وهدفها وأداتها امتدادا لحرص القيادة السعودية الحكيمة على رفاهية وتمكين الإنسان.

المملكة جعلت العنصر البشري، حجر الزاوية في التعليم والتدريب والابتعاث والعلاج، وتجلى ذلك خلال أزمة جائحة كورونا العالمية بعد أن ضحّت بالمال والاقتصاد، ودعّمت القطاع الخاص بمبادرات مليارية، ولم تفكر إلا في سلامة وصحة الإنسان على أراضيها سواء كان مواطنا أو مقيما، لتبعث رسالة واضحة للعالم بأهمية الاستثمار في الإنسان، لمواجهة أي صدمات محتملة مستقبلا.

السعودية تواصل انطلاقتها على الدرب الصحيح نحو الاستفادة من الكوادر البشرية والاستثمار المتكامل في الإنسان.

@MagdyAlbanoubi