الوكالات - الخرطوم

ممثل الأمم المتحدة الخاص يدعو للتهدئة والتوصل إلى تسوية سياسية

تتزايد المعارضة للإجراءات التي اتخذها الجيش السوداني، وأعلنت مجموعة من الهيئات الإضراب العام، وتعهد مسؤولو أجهزة الدولة في الخرطوم بالعصيان المدني، وسعى ناشطون إلى حشد الجماهير لمظاهرات ضخمة خلال أيام.

وفي بيان نُشر على فيسبوك الليلة الماضية قالت وزارات وأجهزة رسمية في ولاية الخرطوم، أكثر ولايات البلاد ازدحاما بالسكان والتي تضم العاصمة ومدينة أم درمان المتاخمة لها، إنها لن تتنحى أو تسلم سلطاتها.

وأعلنت هذه الهيئات الإضراب العام رغم أنها ستواصل توفير الطحين (الدقيق) وغاز الطهي والرعاية الطبية للحالات الطارئة.

وظلت السوق الرئيسية والبنوك ومحطات الوقود في الخرطوم مغلقة أمس، بينما كانت المستشفيات تقدم خدمات الطوارئ فقط. وفتحت متاجر صغيرة أبوابها لكن طوابير طويلة تشكلت للحصول على الخبز.

وكان الانقلاب الذي قاده الفريق عبدالفتاح البرهان يوم الإثنين على الحكومة المدنية قد دفع الآلاف للخروج إلى الشوارع، رافضين عودة الحكم العسكري ومطالبين بعودة ترتيبات الانتقال إلى الحكم المدني إلى مسارها.

دعوة للعصيان

وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء المعزول عبدالله حمدوك إنه لا يزال ملتزما بالانتقال الديمقراطي المدني وأهداف الثورة التي أطاحت بالحكم الديكتاتوري للرئيس السابق عمر البشير قبل عامين. وسمحت سلطات الانقلاب لحمدوك بالعودة إلى بيته تحت الحراسة يوم الثلاثاء بعد أن كان محتجزا في مقر إقامة الفريق البرهان.

ورفضت مجموعة من أعضاء الحكومة المقالة الانقلاب في بيان، ودعت الموظفين الحكوميين إلى الانضمام للاحتجاجات والعصيان المدني من أجل إسقاطه. كما طالبوا بالإفراج عن حمدوك والوزراء المحتجزين.

وقال المصدر المقرب من حمدوك إن رئيس الوزراء دعا الجيش إلى تحاشي العنف ضد المحتجين.

ويوزع معارضو الانقلاب منشورات تدعو إلى «مسيرة مليونية» يوم غد السبت احتجاجا على الحكم العسكري بالاعتماد على وسائل قديمة للحشد الشعبي بعد أن قلصت السلطات استخدام الإنترنت والهواتف.

وتجري الدعوة للمسيرة تحت شعار «ارحل» وهو الشعار الذي استخدم في الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير.

الخارجية السودانية

وقالت وزارة الخارجية السودانية، أمس، إن «السفراء الرافضين للانقلاب العسكري وتقويض الفترة الانتقالية، هم الممثلون الشرعيون لحكومة السودان».

واعتبرت الوزارة، في بيان ورد عبر صفحة وزارة الثقافة والإعلام السودانية على موقع «فيسبوك» أمس، أن «كل القرارات الصادرة من قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان غير شرعية ولا يسندها الدستور».

وحيت وزيرة الخارجية في الحكومة الانتقالية مريم الصادق، مواقف سفراء السودان والدبلوماسيين والإداريين، الذين أعلنوا رفضهم للانقلاب العسكري، وعدم اعترافهم بأي قرارات صادرة من قائد الجيش.

وقالت المهدي: «أفتخر بسفراء السودان الذين أتوا من رحم ثورة الشعب المجيدة وصمودها الباسل، وكل سفير حر رفض الانقلاب نصر للثورة». وأضافت وزيرة الخارجية: «أؤكد للعالم أنهم الممثلون الشرعيون لحكومة السودان».

وكان التليفزيون الرسمي في السودان أعلن مساء الأربعاء، إعفاء القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان، سفراء البلاد لدى ست دول من مناصبهم لرفضهم قراراته.

وأوضح التليفزيون السوداني أن قرار الإعفاء شمل سفراء السودان في الولايات المتحدة وبلجيكا وقطر والصين وفرنسا وسويسرا.

يأتي ذلك بعد رفض هؤلاء السفراء الإجراءات التي أعلنها البرهان يوم الإثنين الماضي وشملت حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ.

الأمم المتحدة

قال مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان، أمس الخميس، إنه التقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس، وحثه على تهدئة الموقف في البلاد كما دعا للإفراج عن المعتقلين والتواصل معهم.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة لدعم المساعدة الانتقالية في السودان أن فولكر بيرتيس «أعرب عن قلقه البالغ بشأن المحتجزين منذ 25 أكتوبر، ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين السياسيين وفي الوقت نفسه طلب التواصل والوصول إلى تسوية سياسية مع المحتجزين».

وأضافت: إن فولكر عرض «مساعيه الحميدة للتسهيل من أجل استعادة الشراكة الانتقالية».