في الشمراني

يُعبر دائماً المسرح عن مشاعرنا وأحاسيسنا، ويترجم عما في داخلنا، ويطرح لنا رسالة مبطنة تحمل لنا الكثير، ولا يشترط الضحك فقط لأنها أساساً كوميديا مطلوبة بشكل مسرحي، وتحمل رسالة وأهدافا وفلسفة ويقدم لجميع أفراد المجتمع ويطرح القضايا الاجتماعية بقوالب مختلفة، وعلى الرغم من أن المسرح السعودي قد مر بمرحلة ركود طويلة ومريبة إلا أنه منذ نشأته كان رائعاً ويعكس حياتنا الاجتماعية والتاريخية والثقافية، وهناك الكثير من المؤلفين والكُتّاب، وكان مسرحاً مُحافظاً على تقاليد وعادات المجتمع وبسبب البيئة، التي نشأ فيها كان أول مسرح ينقسم إلى مسرحين، وهو مسرح المرأة والرجل، وكانت هذه الميزة، التي يتميز ويتفرد بها أنه ينقسم إلى مسرح نسائي ورجالي، وليس كما يُذكر أن المسرح السعودي فقط للرجال، إنما كانت هناك مسرحيات تُقام في المدارس والجامعات، وأيضاً كانت المرأة لها حضورها الغائب منذ بداية المسرح، إما يذكر الاسم أو تكن لها مشاركة بالصوت أو تكن مَنْ يكتب النص أو حتى بالأفعال من وراء الكواليس، ثم بدأت وظهرت على خشبة المسرح في السنوات الأخيرة، وكانت الكاتبة والروائية «ملحة عبدالله» خير مثال للمرأة في المسرح في إثبات وجودها، وكانت أول سيدة عربية حاصلة على الدكتوراة الفخرية في المسرح من منظمة الأمم المتحدة (يوناريتس)، ونالت جائزة اليونيسكو للمونودراما عن مسرحيتها (العازفة)، والكاتبة السعودية «رجاء محمد»، التي تُرجمت بعض أعمالها للإنجليزية والإسبانية، وفازت بالعديد من الجوائز، ومنها ميدالية الشرف في مسابقة ابن طفيل، التي نظمها المعهد العربي الإسباني في مدريد عن قصة (أربعة صفر)، وأخيراً الجميع يتفق أن المسرح السعودي يشهد حركة كبيرة بفضل الله، ثم وزارة الثقافة، التي تشرف عليه، والمؤلفين والكُتّاب المبدعين والممثلين السعوديين، الذين يحملون في وجدانهم المسؤولية في تقديم كل ما يخدم المجتمع بكل فئاته، ويجعل من المسرح السعودي مسرحاً عظيماً وكبيراً، ويحمل رسالة عميقة ويعزز القيم الدينية والاجتماعية والثقافية، وقد قيل في المسرح السعودي «مسرحنا السعودي مدرسة متنقلة يعرض الفضيلة، ويدعو إليها في صورة محسوسة، ويحقق التفاعل بين المواهب الفنية المختلفة والانفعالات والمشاعر؛ ليكوّن منها مضموناً خلاقاً ناضجاً نابعاً من ديننا الحنيف وتعاليمه الفاضلة».

fmr_09