شيخة العامودي

الزهور مخلوقات جميلة متعددة الأشكال منوعة الألوان، فصائلها مختلفة بعضها ينمو في مكان واحد وبعضها متصالح مع كل مكان يتأقلم مع كل مناخ متساهل ليس له شروط في نوع التربة ومنسوب الماء.

بعض الزهور تتكفل بها لتنمو وبعضها تنمو بإرادتها فتجدها على الجبال وفي السهول، عند الشواطئ أو في الغابات وكلا النوعين قد ينمو إما كمجموعات متقاربة أو متباعدة الزهرات أو منفردة وكل تلك الأنواع على اختلاف تكوينها يكون غرضها إبراز جمالها بترف وفي ذلك لا تنافس على مراكز الجمال بل تركز على إظهاره فقط لأنها تقدره دون مقارنات.

أحب أنا الزهور وأحب تنسيقها وهي تستجيب بكل إذعان لأن من قوانينها من يكرم وفادتي ويحسن إظهار جمالياتي سأشرق بين أنامله وسأذعن له بل وسأبالغ في الإذعان.

قوانين الزهر تروقني لأنها لا تفتح منفذا للتنافس غير الشريف على أمر ما ولا تبذر بذور الفرقة والخصام وتتيح لقصار الفهم نشر الأكاذيب أو تشويه الحقائق أو تسمية الأشياء بمسميات تخالف واقعها متحكمة بكل ذلك الأهواء فإن رضت تجنت وإن سخطت شوهت.

تعجبني قوانينها أيضا لأنها إن نمت بين جماعة حافظت على محيطها وبصمتها محترمة المسافات التي يجب أن تمنح بحرية وإن نمت وحيدة منفردة زاحمت جذورها لتندفع عن مرجعها لأفق متسع تغريه بالثبات وتكافئه بحسن معطياتها فتتبادل منافعها مع ذاتها ومحيطها مقدرة معنى التكامل والانتماء.

إذعانها واستجابتها قانون فريد من نوعه متطلباته «السهل الممتنع» بمعنى سأزهو بأدنى جهد إن تعاملت مع مكوناتي بتقدير وقد أستجيب ثم أذبل مهما بذلت من جهد لأنك لم تفهم متطلباتي وتعي خصائصي.

قوانين الزهور تنطبق على لائحة بعض البشر فهناك من يندمج بمميزاته الفريدة لا ينافس سوى نفسه يحب أن يكون ضمن مجموعة يستمد منهم قوته لتسطع إنجازاته، وهناك من يحب أن يتفرد مع مجموعة يسايرهم في العطاء يبارز نفسه يستمد القوة من ذاته ليتميز بعطائه ليرضى ويرضى عنه، أما في مضمار رد التقدير فكلاهما ينسجم مع من يمنحه التقدير باستحقاق وينتسبون له بكل انتماء.

بتلة

أنا أؤمن بمجتمع كالحديقة الغناء أشجارها الأقارب متجذرون في الحياة وزهورها الأصدقاء بعضهم موسمي وبعضهم دائم البقاء.

@ALAmoudiSheika