د. شلاش الضبعان يكتب:د. شلاش الضبعان

يظهر أن في عنوان هذا المقال خطأ!

فكيف تظلم الزوجة زوجها، وهي أساس الرقة والرحمة، وبالمقابل هو الأقوى والأقدر والأكثر سيطرة على البيت؟!

الحقيقة ليس هناك خطأ في العنوان ولا المضمون، ومن ينظر إلى الواقع يرَ شواهد للظلم مع شديد الأسف، وكم شكى الرجل!

عندما تتفرغ الزوجة للسخرية من زوجها في كل مكان تحل فيه، عند أهلها وصديقاتها، وفي مقر عملها، ومن خلال جميع الوسائل حضوريا أو عن بعد فهي بهذا ظالمة ومدمرة لبيتها، لأنها إن كانت صادقة فيما تقول فقد اغتابته، وزادت البعد بينه وبين أهلها وجعلت زوجها وأبناءها أضحوكة للقريب والبعيد، وإن كانت كاذبة فقد بهتته، وقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»، ومن يستطيع أن يخرج الزوج من هذا الحديث؟!

هذه الزوجة تمارس تدميرا مجتمعيا ممنهجا بهذا الظلم، فأول من يتضرر من هذا الفعل هم أبناؤها، وبالله كيف سينشأ الابن في هذا البيت وهو يسمع كلام أمه عن أبيه عند القريب والبعيد، سيكون بين أمرين: إما سيحقد على والده أو سيحقد عليها، وكلما كبر سن الأبناء والبنات زادت الخطورة.

أيضا الزوجة التي تطلب من زوجها ما لا يستطيع هي تظلمه، فعندما تطالبه بما يفعل زوج فلانة الغني لزوجته وأهلها، وعندما تدخل نفسها وتدخله في حمى المقارنات رغم أنها تعرف دخله وظروفه هي تظلمه مثل ما تظلم نفسها، وقد توقعه فيما لا تحمد عقباه.

وعندما تجعل بعض الزوجات مشروعها نصب الأحابيل لأم زوجها، وتزرع المشاكل بين الزوج وأهله، هي تظلمه وما تفعله ستلقاه في قادم أيامها.

هذه صور لظلم بعض الزوجات، وهو مشاهد في الواقع مع شديد الأسف، وإذا أردنا بيوتا سوية ومجتمعا سليما يجب أن نقول للظالمة: توقفي عن ظلمك!

ولا نساعدها في ظلمها خصوصا أقاربها ومن حولها، ولا نقف مع ظلمها، لأنها ستتحول علينا مستقبلا عندما ترى الضرر الذي لحق بها، وحديث المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، لا يعني الوقوف مع الظالم بل يعني إيقافه عن ظلمه إن كنا نحبه حقيقة.

@shlash2020