سجدي الروقي يكتب:

هُناك مسار مهم وتوجه ضروري في التعليم العام يغفل عنهُ المعلمون ويتجاهله التربويون، وبالتالي تتجاهله الأسر، ويغفل عنه الطالب، وهو «التعليم» من أجل التَعلمُ وليس الاختبار والأرقام ومن ثم الوظيفة.

الواجب تكرار القول لطالب الابتدائي في المدرسة والمنزل أنت تحفظ القرآن لكي يبقى معك طوال حياتك لكي تقرأهُ في صلاتك وتعمل به في المنزل والشارع والمدرسة، وليس من أجل أن تقرأه على المعلم ويعطيك الدرجة الكاملة.

قولوا لهم أنت تتعلم الحساب لكي تدير أمورك مستقبلاً، وتكون ذكياً عند تسوقك وشراء مستلزماتك.

قولوا لهم أنت تدرس الحاسب الآلي لكي تستخدمه مستقبلاً وتبتكر وتبدع وتبحث وتسأل وتجد الجواب دون سؤال الناس.

أبناؤنا وبناتنا مع الأسف ينتهي علمهم بالشىء عند نهاية الاختبار وإذا لم ينسوه فإنهم يتناسونه.

العلم من أجل صقل المواهب وتطوير الذات ليس رضاء للمعلم وكسب الدرجات ومن ثم لكُل حادث حديث.

في فنلندا صاحبة المرتبة الأولى في تصنيف أفضل أنظمة التعليم العالي في العالم وأعلن مؤخراً على أنها «معجزة تعليمية» من قبل البنك الدولي. فيها يجهزون علماء ومبدعين ومبتكرين ليس بسبب المناهج المتقدمة والمناخ التعليمي والبنية التعليمية المكتملة ولكن بسبب الاهتمام الكبير والدائم بالبراعم، وتكرار تحفيزهم يومياً أن الاختبارات ليست إلا توجها لرصد الدرجات، وأن العلم الذي يتعلمونه ينعكس على حياتهم اليومية، وأن التعليم ليس سلعة تشتريها لحاجة وتتركها عندما لا تحتاج لها! يعتبرون التعليم جزءا من الهوية، ولا يمكن تعيين مدرس إلا بعدة جلسات ولا بد أن يحمل الماجستير للمرحلة الابتدائية والدكتوراة للمراحل الأخرى. اختيار المعلم والمعلمة عملية طويلة وصعبة وفيها مميزات ومردود مادي عالٍ جداً.

في فنلندا ساعات دراسة أقل وراحة أكثر وترفيه دائم وحلول لمشاكل الأسر أولاً لديهم اجتماع أسبوعي بأولياء الأمور.

لديهم نقطة مهمة جداً وهي المساواة بين الطلاب والمناطق.

المدرس يبقى مع الطالب لخمس سنوات، وبها يزداد ارتباط الطالب بمعلمه ويعرف معلمه قدرات الطالب ونقاط الضعف.

الحقيقة أنني لا أحب المقارنة دائماً ولكن نظام التعليم الفنلدي يجب أن يدرس ويؤخذ منه ما هو صالح، فصلاح التعليم هو صلاح للمجتمع بكل مكوناته وأطيافه.

تحويلة:

من محاسن «كورونا» تطبيق التعليم عن بُعد، وهي تجربة لا يمكن أن يستهان بها حتى مع تلاشي الجائحة، وهُناك فكرة جديرة بالدراسة وهي ترخيص لمدارس أهلية تدرس عن بُعد، ولها منصات خاصة، وتكون الاختبارات في المدارس الحكومية.

فكرة ستفك الضغط عن المدارس وتوفر مليارات الريالات، من مدارس وإدارة ومدرسين بدون طلاب، فهل تنجح؟

@sajdi9