شهد بالحداد - الدمام

القصيدة الوطنية تحتاج إلى تطوير المضامين.. الشادي:

أكد الشاعر صالح الشادي ضرورة تخصيص جمعية أو هيئة تعنى بالشعراء وشؤونهم، وأن إطلاق «بيت الشعر السعودي» الذي طالبوا به منذ عدة عقود، أصبح أمرا مهما جدا، معربا عن ثقته في أن الوزارة ستتعامل مع الشعر بجدية، كونه رسالة وناقل حضارة وليس مجرد ترفيه، وأن وضع الشعر لا يزال بخير، وسيبقى كذلك، وأشار إلى أن «معهد البيت الموسيقي» الذي يترأس مجلس إدارته يعمل على تدريب ما يقارب 250 عازفا سعوديا لتكوين الفرقة الوطنية وفرقة الكورال الوطني، سيكونون واجهة إبداعية تمثلنا خارجيا وداخليا في كل المحافل.

- في ظل ما تشهده المملكة من تطور في المشهد الثقافي، كيف ترى الساحة الشعرية؟

وضع الشعر بخير، وسيبقى كذلك وإن أصاب بريقه الخفوت نتيجة التأثير البيئي واستغراق السواد الأعظم في الحياة المادية، لكن الشعر باق، والحقيقة أنه لم تعد هناك ساحة واحدة، بل ساحات شعرية تخص الشعراء والنظمة على مختلف طبقاتهم وتوجهاتهم بدءا من الفصحى ومرورا بالأنماط المتعددة للشعر الشعبي.

- هل المشهد الشعري يواكب التغيرات والتطورات الذي يشهده العالم والمملكة بشكل خاص؟

بلا شك، والشاعر مرآة يعكس ما حوله.

- أنشئت 11 هيئة متخصصة تحت مظلة وزارة الثقافة، في رأيك أين يقع «الشعر» منها؟

لا أعلم، قرأنا كغيرنا أن هناك هيئة تهتم بالشعر الفصيح أو الشعبي، لكني على يقين من أن الوزارة ستتعامل مع الشعر بجدية، كونه رسالة وناقل حضارة وليس مجرد ترفيه.

- هل ترى ضرورة تخصيص هيئة أو جمعية تعنى بالشعر والشعراء؟

طالبنا بذلك منذ عدة عقود، وكان هناك مشروع لإطلاق «بيت الشعر السعودي» أسوة ببيوت الشعر في بقية العواصم، لكنه لم ير النور، وأعتقد أن هذا الأمر مهم جدا.

- لطالما اشتهرت الجزيرة العربية والمملكة بشعرائها، كيف ترى استمرارية ذلك على الصعيدين العالمي والمحلي؟

يحتاج الأمر إلى جهد وتفعيل، وخروج عن الشليلة الثقافية، وجعل الشعر كالماء والهواء، وليس جمادا لغويا في أقبية خانقة، فنحن غائبون عربيا وعالميا، أما محليا فهناك ثلاثة أو أربعة شعراء فقط يدور الإعلام حول هالتهم.

- حدثنا حول القصائد الوطنية وأهمية استمراريتها وتطويرها؟

القصيدة الوطنية حاضنة لتاريخ وموروث الأرض والسكان، وأعتقد أنها قد تألقت مؤخرا بشكل لافت، نتيجة تأثير الأجواء السياسية المحيطة، وإن كنا نأمل من الشعراء العمل على تطوير مضامينها بشكل يتجاوز الاعتزاز والتحدي.

- ما أبرز هموم الشاعر في المملكة والوطن العربي، وكيف يمكن تجاوزها؟

معظم الشعراء ينظر إليهم على أنهم أصحاب نمط إبداعي يقدم للترفيه، لا عناية حقيقية بالشعراء الحقيقيين للأسف، رغم تميزهم وملكتهم وعظم قدرهم إنسانيا، أحيانا يحب أن تكون ذا مكانة مادية أو معنوية ليلتفت لك.

- كيف ترى إقامة الأمسيات الشعرية افتراضيا؟

لم يعد هناك حاجة للأمسيات في ظل وجود وسائل التواصل، إلا أن يكون الأمر احتفاليا أو تكريما للشعر، وهناك أمسيات قدمها بعض الشعراء، وأنا منهم، خلال فترة الوباء لاقت حضورا واستحسانا، وأتمنى أن يكون هناك من المؤسسات من تتبنى استمرارية هذا الفعل الثقافي بشكل محايد، وبوعي ورقي بعيدا عن المجاملات الزائفة.

- كيف يجمع الشاعر بين بحور الشعر والفلسفة؟

الشعر بطبيعته أمر فلسفي، حين يكون شعر مستلهما وليس مجرد نظم.

- في رأيك.. ما تأثير الفلسفة على الشاعر؟ والعكس تأثير الشعر على الفلسفة؟

الفلسفة هي منطق الشعر والشاعر، وأجمل ما فيها أن تأتي بعفويتها التي تسوقها مزاجية الشاعر وحالته، ولا يوجد أسوأ من القصدية، لأنها تفقد الدهشة والبهجة نكهتها.

- ما آخر مستجداتك الشعرية؟

أحاول أن أجمع ما تناثر من أشعاري لإصداره في ديوان.

- حدثنا عن «معهد البيت الموسيقي»، ما دوره وما يقدمه؟

هو المعهد الأول والمصرح له من قبل وزارة الثقافة في المملكة للتدريب الموسيقي بشكل أكاديمي وعلمي، ونطمح أن نقدم من خلاله جيلا من الموسيقيين المبدعين من شباب الوطن الموهوبين، ليسهموا في البناء الحضاري لهذا المجتمع الثري بثقافاته وبيئاته وللارتقاء بذائقة مجتمعه.

- حصل المعهد على رخص خاصة للتدريب الخاص.. كيف يسهم ذلك في إنعاش الحركة الموسيقية في المملكة؟

نعمل في المعهد حاليا على تدريب ما يقرب من ٢٥٠ عازفا سعوديا مبتعثين من قبل وزارة الثقافة، لتكوين الفرقة الوطنية وفرقة الكورال الوطني، والذين سيكونون واجهة إبداعية تمثلنا خارجيا وداخليا في كل المحافل، وأعتقد أن الوقت قد آن لتكون مسارحنا سعودية التفاصيل.

- كيف يمكن الاستفادة من الخبرات العربية والعالمية في إثراء الحركة الموسيقية في المملكة؟

استفدنا من خبرات العديد من الزملاء والأصدقاء العرب فيما يخص برامج التدريب الموسيقي، وهذا الأمر طبيعي، فقد كان تخصص الموسيقى غير موجود أصلا في بلادنا، فضلا عن الخلاف حول وضع الموسيقى في الميزان الديني والبيئي، إذن لابد منهم ولابد من نقل خبراتهم، وأعتقد أن المستقبل سيشهد تشكيل كادر تعليمي سعودي سيتجه نحو التدريب مباشرة.

- حدثنا عن «ميدلي البيت الموسيقي لليوم الوطني 91».

أقل ما يمكن أن تقدم لوطنك هو باقة الأعمال الوطنية المتمثل في الميدلي الوطني، على سبيل المثال، وهو إسهام بسيط من طلبتنا لمشاركة قيادتنا الرشيدة ومشاركة الشعب فرحته بذكرى اليوم الوطني الغالي على قلوبنا جميعا.

الشعراء ينظر إليهم على أنهم أصحاب نمط ترفيهي

استمرار الأمسيات الافتراضية بعد الجائحة ضروري بشرط الحياد

نطمح أن نقدم جيلا من الشباب الموهوب موسيقيا