ترجمة: إسلام فرج

ستكون لها تداعيات جيوسياسية تبدأ إقليميا وتنتشر في جميع أنحاء العالم

حذر موقع «أويل برايس» من أن نفوذ حزب الله داخل لبنان يقود البلاد إلى حرب أهلية.

وبحسب مقال لـ «ماثيو سميث»، يبدو لبنان الممزق بالأزمة على حافة الانهيار مرة أخرى.

وتابع: تجد الدولة المنقسمة بشدة، التي اجتاحتها حرب أهلية طائفية لمدة 15 عامًا من 1975 إلى 1990، نفسها عالقة في أزمة اقتصادية عميقة.

وأضاف: في الوقت الذي يتداعى فيه الاقتصاد اللبناني مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص البنزين والأدوية والمواد الغذائية الأساسية، فإن عدم الاستقرار السياسي في البلد المنقسم بشدة يتصاعد باستمرار.

وأردف: أدى الانهيار الاقتصادي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أكثر الأزمات حدة على مستوى العالم، إلى إفقار أكثر من ثلاثة أرباع السكان، بما يشكل أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990.

وأشار إلى أن عدم رغبة النخبة الحاكمة في لبنان في التخلي عن السلطة وكسر الوضع الراهن وتنفيذ إصلاحات جادة، يشير إلى أن النظام السياسي منهار، مما يعني أن ذلك البلد سيظل عالقًا في أزمة عميقة في المستقبل المنظور.

وتابع: قد يدفع هذا لبنان إلى حرب أهلية مرة أخرى، لما لذلك من تداعيات قد تنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتأثير على أسعار النفط في وقت حاسم في التعافي الاقتصادي العالمي.

تنفيذ إصلاحات

ومضى سميث يقول: بصرف النظر عن عدم رغبة الحكومة الجديدة في تنفيذ إصلاحات جادة، لم تعرض أي دولة غربية أو هيئة دولية مساعدة لبنان في حل الأزمة، بينما كان المرشحون السياسيون المؤيدون للإصلاح أكبر الخاسرين في التعديل الوزاري، بينما يعتقد المحللون أن حزب الله له نفوذ كبير على الحكومة الجديدة.

واستطرد: تتفاقم هذه التوترات بسبب تدفق اللاجئين السوريين من الحرب الأهلية الطويلة، والقضية الفلسطينية، والاحتكاك مع إسرائيل المجاورة.

وأضاف: لم تتسبب الأحداث الأخيرة في تصاعد التوترات المحلية فحسب، بل خلقت فرصة مثالية لحزب الله لتوسيع نفوذه الكبير بالفعل على الشؤون الداخلية.

ونوه إلى أن الحزب، الذي شكّلته دولة إقليمية عام 1982 وتصنفه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى على أنه منظمة إرهابية، يحاول ملء الفراغ الذي خلفته دولة ضعيفة.

وأردف: استورد حزب الله، الذي تشجع بفعل الانهيار السريع للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، 4 ملايين لتر من الوقود على 80 شاحنة من ميناء بانياس السوري الشهر الماضي.

وأوضح أن طهران سهلت الشحنة عن طريق نقل الوقود إلى سوريا، بحيث يمكن نقله بالشاحنات عبر الأراضي، التي يسيطر عليها حزب الله إلى لبنان.

تقويض الدولة

وتابع: في حين أن العديد من اللبنانيين يشككون في حزب الله وأهدافه، لا سيما مع استخدامه وجوده البرلماني لتقويض مؤسسات الدولة، إلا أن الكثيرين منهم تشتد حاجتهم لدرجة أنهم غير مستعدين لرفض الوصول إلى الوقود والمواد الغذائية الحيوية. وحذر من أن هذا يعزز مصداقية حزب الله كمنقذ للبنان، خاصة مع ادعاء قيادة الحزب أن نقص الوقود هو نتيجة العقوبات الأمريكية على إيران وليس نتيجة الأزمة الاقتصادية وسوء إدارة بيروت.

وأشار إلى أن ذلك أدى إلى تعزيز النفوذ المحلي لحزب الله بشكل كبير مما زاد من نفوذه على الحكومة اللبنانية.

ومضى يقول: مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وقلة المحاولات الموثوقة من بيروت لتغيير الوضع، يتزايد خطر اندلاع ثورة وحرب أهلية.

وأردف: ينعكس التدهور السريع للاقتصاد من خلال انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة هائلة بلغت 25 % خلال عام 2020، يتبعه انكماش متوقع بنسبة 8.5 % لعام 2021.

وأوضح أن هذا يؤثر بشكل كبير على العملة اللبنانية (الليرة)، مما أدى إلى تضخم مفرط تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية وارتفاع مستويات الفقر.

وأشار إلى أن التضخم ارتفع خلال عام 2020 بنسبة 88 % مقارنة بـ 2.9 % في العام السابق، ومن المتوقع أن يصل إلى 120 %، أو ربما أعلى من ذلك في 2021.

انعدام قيمة

ونبّه إلى أن هذا يجعل الليرة عديمة القيمة بشكل أساسي، مما يضخم الصعوبات التي يواجهها الآن العديد من اللبنانيين بسبب نقص الوقود والمواد الغذائية الأساسية.

وتابع: تشير التقديرات إلى أن 78 % من سكان لبنان يعيشون في فقر، و36 % في فقر مدقع، بسبب تسارع دوامة الاقتصاد.

وحذر من أن هذا التدهور الاقتصادي السريع يؤدي إلى تأجيج نيران الانشقاق المدني، مما يتسبب في تصاعد مخاوف اندلاع ثورة أو حرب أهلية، خاصة مع إثبات الحكومات المتعاقبة في بيروت عدم قدرتها على إنهاء الكارثة الاقتصادية، التي تتحول بسرعة إلى أزمة سياسية وإنسانية.

واعتبر الكاتب أن هذا أمر مقلق بشكل خاص عندما يُنظر إلى أن حزب الله لديه ميليشيا قادرة على تحدي القوات المسلحة اللبنانية.

ومضى يقول: إن التأثير الجيوسياسي للبنان غير المستقر بشكل متزايد على الشرق الأوسط هائل، حيث إن له القدرة على التسبب في ارتفاع أسعار النفط الخام.

وأضاف: يتضح ذلك من انفجار 2020 الهائل الذي هز ميناء بيروت، مما تسبب في ارتفاع سعر خام برنت بنسبة 3 % بين 3 أغسطس و12 أغسطس 2020، حيث كان التجار يخشون من أن أي عنف ينشأ عن ذلك قد يمتد إلى جيران لبنان.

انهيار لبنان

وتابع: إذا كان لبنان سينهار في حرب أهلية أو حاول حزب الله الاستيلاء على السلطة مباشرة، فسيؤدي ذلك إلى صدمة أسعار النفط في منعطف حاسم للانتعاش الاقتصادي في العالم بعد الوباء.

وتابع: كما يشكل حزب الله أيضًا تهديدًا للاستقرار في أمريكا اللاتينية مع قيامه، جنبًا إلى جنب مع راعيته الإقليمية، ببناء وجود كبير في فنزويلا عبر المشاركة في مجموعة من الأنشطة غير المشروعة.

وتزامن تحذير «أويل برايس» من اندلاع حرب أهلية في لبنان مع دخول المواجهة حول التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت في 2020 مرحلة شديدة الحساسية، حيث دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى إلى التدخل سريعاً لوقف التسييس الفاضح، الذي يحيط بعمل المحقق العدلي طارق البيطار، مدعيا أن الأمور تسير باتجاهات مقلقة في الأيام القليلة المقبلة.

وجاءت دعوة نصر الله بعد ادعائه أن البيطار يعمل من أجل خدمة مشروع لا يهدف إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

وفيما يؤكد وجود محاولة من قبل الحزب للتأثير على سير التحقيقات، قالت صحيفة «الأخبار»، القريبة من الحزب: إن نصر الله سيكون جزءاً من تحرك سياسي معلن أو بعيد عن الأضواء سيقوم به الحزب في اتجاه الجهات المعنية القضائية والرسمية للمبادرة إلى ما زعمت بأنه إعادة تصويب التحقيق.