أكابر الأحمدي - جدة

تعزز الحراك الأدبي وتدعم كل جوانب الإبداع الشعري.. الفائزون:

أكد الفائزون بجائزه الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي في دورتها الثالثة، أهمية الجائزة ودورها في إثراء الحياة الثقافية والشعرية، إذ تعد الجائزة الأكثر تنوعا بما تقدمه من تكريم للشخصيات الأكثر عطاء وإبداعا وتأثيرا في الحراك الشعري، والإسهام في الارتقاء بالإنتاج الإبداعي، كون الشعر والثقافة عاملين رئيسين في بناء وتنمية المجتمعات.

وسام شرف

قال الشاعر إبراهيم أحمد حلوش «الفائز بجائزة القصيدة المغناة عن أوبريت نبض الوطن»: عملي الفائز عبارة عن ملحمة شعرية عنوانها «نبض الأرض»، وهي من ألحان خالد العليان وغناء الفنان عبدالله الرويشد، وتتكون من ثلاث لوحات، الأولى فكرتها أن الأرض تتحدث عن تشكيلها وتكوينها لهذا الكائن البشري الإنسان، والثانية عن الإرهابيين كيف يظلمون هذه الأرض، أما اللوحه الثالثة فتتحدث عن كل شاعر نقي، وكل إنسان محب للأرض، وختمت اللوحة بمهرجان عكاظ الشعري وأثره في دعم الحراك الشعري.

وأضاف: الجائزة انبثقت شموسها ورؤاها من الوطن الأسمى «المملكة»، ووصلت هذه الشموس إلى العالم بأسره، وهذا فخر عظيم لكل مواطن سعودي، وهي تعد رافدا من روافد الإبداع، ليس في المملكه فحسب بل لكل المبدعين في هذا العالم المليء بالإبداع وبالتجلي، وكان الشعر يحتاج إليها، وهي وسام فخر وشرف لكل من نالها، ليس فقط من فاز بها، بل هي جائزة محفزة حتى لمن لم يفز، لأنها تحمل اسما غاليا علينا في مجال الشعر والكلمة والنغم، وهو الأمير الراحل المقيم في أرواحنا وفي روح القصيدة وفي نبض كل جمال، الأمير عبدالله الفيصل، ويديرها الأمير خالد الفيصل أمير منطقه مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وهو الضوء والنور لكل قصيدة، وهو من علمنا جميعا كيف تكون الكلمة، والجائزه لها مسارات عديدة تصب في بحر القصيدة وتكفي لحياة شعرية كاملة، وكل شاعر نالها سيصعد سنوات إلى أعلى، وأرجو أن تستمر هذه الجائزه ليقطف الشعراء من ثمارها.

محطة مهمة

فيما تحدث الشاعر عارف حمود الساعدي من جمهورية العراق «الفائز بمسار التجربة الشعرية»، وقال: تأتي الجوائز الشعرية كمحطة مهمة لها أكثر من دلالة، يأتي في مقدمتها الاهتمام بفكرة أهمية الشعر وجدواه في عالمنا العربي، وأن الشعر ما زال جزءا من كياننا الثقافي والمعرفي، وأنه ليس أداة كمالية أو يكتب للطرب، إنما هو جزء من حركة الوعي والفكر وبناء الأمم، لذلك فهذه الجائزة هي إحدى أهم الجوائز العربية التي تعيد للشعر هذه المكانة والأهمية حضورا ومكانة، وتعطى لمجمل الأعمال الشعرية ولا تمنح لقصيدة واحدة أو ديوان واحد، هذا يعني أن الشاعر يتقدم إلى هذه الجائزة وهو محمل بمنجزه الشعري، المسألة الأخرى أن المملكة تحمل في مؤسساتها عددا مهما من الجوائز الأدبية والشعرية والثقافية، وتأتي جائزة الملك فيصل وجائرة الأمير عبدالله الفيصل وجائرة عكاظ، وجوائز أخرى في مقدمة اهتمام المملكة بهذا النوع من الجوائز بوصف الشعر والثقافة يشكلان عاملا رئيسا في بناء وتنمية المجتمعات.

ليلى الأخيلية

اما الشاعرة المصرية جيهان جمعة بركات، الفائزة بجائزة الشعر المسرحي عن مسرحيتها «على خطى الأخيلية»، فقالت: مسرحيتي أخذت من حياة الشاعرة الحجازية «ليلى الأخيلية» ميدانا للتعبير من خلاله عن واقع معاصر، وذلك بالربط بين قصتي حياتي «ليلى الأخيلية» و«ليلى» أخرى معاصرة، واعتمدت الشعر البيتي في حوار الشخصيات التراثية، والشعر التفعيلي في حوار الشخصيات المعاصرة، فهي لم تقتصر على العصر الأموي بأجوائه، لكنها تفاعلت مع عصرنا الحالي، ونقلت بعض صوره ومنها مثلا سطوة الإنترنت على حياتنا، مع إضافة بعض الأفكار والأبعاد الترميزية، وإبداء النقد لواقعنا المعاش، وأظن أني خرجت من خلال هذه المسرحية بإبداع يقع وسطا بين التغني بالتراث والتغني بالواقع عبر التراث.

وتابعت: جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي من أهم الجوائز العربية التي تعنى بالإبداع الشعري، سواء كان بالاحتفاء بتجارب الشعراء المعاصرين، أو الكتابة للمسرح الشعري، أو القصائد المغناة «وهو الفرع الذي لم تهتم به جائزة سواها»، أو تكريم المبادرات التي تخدم الشعر العربي، وبالنظر إلى الفروع التي تغطيها يتضح كيف أنها شملت جوانب الإبداع الشعري جميعها، والجائزة هي نشاط واحد من أنشطة أكاديمية الشعر العربي، ما يعني أن هذه المؤسسة حملت أمانة تنمية الشعر العربي، دراسة ونشرا ودعما للشعراء والنقاد وأصحاب المواهب، عن طريق عديد من الفعاليات والبرامج، وهي مبادرة رائدة لصاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل -حفظه الله-، ما زادها قيمة ومنحها ثقلا دوليا، كما أن إدارتها من قبل الدكتور منصور الحارثي جعلتها تخدم الشعر إبداعيا وأكاديميا ونقديا، فبوركت جهود القائمين عليها.

وأضافت: ما تقوم به المملكة من جهود داعمة للثقافة في أنحاء الوطن العربي كافة، لها أكبر الأثر في تحفيز المبدعين في ميادين الفكر والشعر والأدب، فمثل هذه الجوائز والمسابقات من شأنها أن تلفت الأنظار إلى ما يقدمه المبدعون من أعمال، وتشد على أيدي الجادين منهم، فتخلق أدبا راقيا يتفق ومعايير التحكيم الأكاديمية، وتزيد التنافسية والحراك في الأجناس الأدبية كلها.

موسوعة عالمية

وحصدت جامعة أم القرى جائزة أفضل مبادرة في خدمة الشعر العربي، عن موسوعة «الشعر العربي في المملكة العربية السعودية» وقيمتها 100 ألف ريال، وجمعت الموسوعة الشعر العربي من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، متضمنة أصح الروايات الواردة فيها، بإشراف فريق بحثي من المتخصصين في اللغة والنحو والأدب، وأكدت رئيس البحث د. مريم القحطاني أن أهمية المشروع تنطلق من كونه سيتجاوز النطاق المحلي إلى الأفق العالمي، ويتجاوز النطاق الزمني إلى الاستمرار، وسيكون مرجعا إلكترونيا لباحثي الأدب والشعر العربي، مشيرة إلى أن هدف المشروع القادم سيعمل على توسيع أفق ما تتضمه الموسوعة من المصادر الشعرية، بحيث تنتقل من حقل الدواوين الشعرية إلى بقية مصادر التراث العربي.

واضافت: الهدف الأساسي من المشروع هو توظيف التقنية الإلكترونية الحديثة في جمع الشعر العربي بأدق صورة وأكمل وجه، بحيث يتيح للباحث في أي مكان سرعة الوصول إلى الكلمة أو البيت أو القصيدة المطلوبة بسرعة ويسر ودقة وتوثيق.

تحمل اسما غاليا علينا يقيم في روح القصيدة ونبض كل جمال

الجائزة الوحيدة التي تهتم بالقصائد المغناة وتكرم كل مبادرات الشعر