صالح بن حنيتم

همسة لشباب وشابات الوطن ممن التبس عليهم ما يحدث في البلد من انفتاح أو السماح بالاحتفالات والمهرجانات وغيرها، ونحن نقترب من افتتاح موسم الرياض الثاني بأن الفرق شاسع بين الانفتاح، الذي نمر به والانحلال الذي نتهم به، فالبعض عندما وجد نفسه في بيئة لم يعتد عليها في المجتمع كافتتاح دور للسينما في العديد من المدن، وإقامة حفلات غنائية هنا وهناك مع قلة تواجد لرجال الحسبة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا رسم صورة خاطئة على أن كل ما سبق ذكره بمثابة الضوء الأخضر على أن ينفلت في تصرفاته كما يعتقد، وكأنها دعوة مباشرة أو غير مباشرة بأن يعمل كل مَنْ في قلبه مرض كل ما يخطر أو ما لا يخطر على البال.. ومَنْ لديه هذا الفكر السقيم عليه أن يصححه ويحترم نفسه قبل أن يجد مَنْ يصححه ويصحصحه بالمشعاب النظامي والقانوني طبعا!

فأي تصرفات غير مسؤولة سواء كانت نتيجة تصرفات فردية أو جماعية تعتبر حماقات شاذة، وطبيعي أن تكون مادة دسمة لمَنْ يتربص بنا خارج حدود الوطن، وما حدث من تصرفات للبعض في يومنا الوطني خير دليل على ذلك، فرغم أن نسبة التصرفات الرعناء لا تقارن أمام نسب النجاح، الذي نحققه، ورغم ذلك كانت أصوات مَنْ دندن على صورة فتاة بلبس خادش للحياء هنا وأخرى هناك محاطة بشباب في منظر (همجي) مادة إعلامية وكأنهم وجدوا ضالتهم وأسهبوا في ضلالهم لدغدغة مشاعر مَنْ يستمع لهم، فلا نساهم في إعطاء الأعداء الفرصة ليقتاتوا على تصرفات شاذة مع كل موسم، والأمل في شبابنا كبير أن يكونوا على مستوى المسؤولية..

علينا أن نعي جيدا أن مَنْ يبحث عن السقطات الناتجة عن تصرفات فردية في كل فعالية سيجدها بكل بساطة، فنحن لسنا شعبا ملائكيا، ولا نعيش في مدن (أفلاطونية) فاضلة، فهؤلاء لن يلتفتوا للأرقام التي ذكرها رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد بمناسبة موسم الرياض الثاني، حيث قال لقد تجاوزت أعداد الفعاليات أكثر من 2500 فعالية، وحضرها ما يزيد على 75 مليون زائر، وتم إصدار 4400 ترخيص وتصريح، وتوفير ما يقارب من 100 ألف وظيفة، بالإضافة لتدريب 100 ألف شخص وتوفير 7500+ فعالية محلية وعالمية متنوعة وبما يعادل ضعفي الجهود المبذولة خلال الفترة لأنها ليست ضمن (ردار) رصدهم ولا تعنيهم هذه الأرقام في شيء، ولن نسمع مَنْ يقول ترى نسبة الحفلات الغنائية في موسم الرياض 2 % فقط من إجمالي الفعاليات!

أخيرا، كلنا مسؤول بكل ما تحمله الكلمة من معنى، شعار يجب أن نراه واقعا ليرتفع معه الحس الديني والمجتمعي والوطني، ويصبح كل شخص فعلا مسؤولا عن تصرفاته، خاصة في المواسم الجماهيرية والمناسبات الوطنية، التي يشاهدها القاصي والداني، ومَنْ لم تردعه كلمة حلال وحرام، فلا يغفل عما يخدش الحياء ويصنف على بند العيب المجتمعي، ومَنْ لم يفلح معه الوازع الديني ولا العرف الاجتماعي، فهل يقف احتراما للوطن وسمعته حتى لا يكون طعما لأعداء الوطن لتصيد السقطات، فلنكن سفراء للوطن ونحن داخل حدوده..

‏Saleh_hunaitem@