ناشيونال إنترست

حذرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية من توسع الدور الإيراني داخل العراق عقب انسحاب الولايات المتحدة منه.

وبحسب مقال لـ «محمد جواد موسوي زاده»، بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، الجارة الشرقية لإيران، تعد طهران بفارغ الصبر الأيام حتى يخلو العراق، الجار الغربي للبلاد، من الوجود العسكري الأمريكي.

ومضى يقول: إن رغبة الرئيس جو بايدن في إخراج الولايات المتحدة من سلسلة أسماها بـ «الحروب الأبدية» تقدم لطهران فرصة ذهبية لتخليص نفسها من الوجود الأمريكي المجاور بشكل نهائي.

وتابع: يقول بايدن إن القوات الأمريكية ستنهي مهمتها القتالية في العراق بحلول نهاية عام 2021، مع مغادرة جميع القوات المقاتلة البلاد بحلول نهاية العام. بعد ذلك، سيبقى المدربون والمستشارون الأمريكيون فقط.

وأشار إلى أن هذه السياسة تبدو مدروسة أكثر قليلا من انسحاب الإدارة من أفغانستان، الذي أثار أزمة إنسانية وسيطرة طالبان على البلاد.

وأردف: إيران مهتمة بشدة بالانسحاب الأمريكي من العراق ومن المرجح أن تستفيد منه. تقول بعض التقارير غير الرسمية أن إيران قدمت دعمًا عسكريًا لميليشيات عراقية مختلفة في محاولة لتسريع خروج الولايات المتحدة من خلال تحفيز المعارضة ضد وجود القوات الأمريكية، لكن طهران نفت مثل هذه المزاعم. وقالت بعض المصادر المجهولة لرويترز في يوليو 2021 إن قائدا بارزا في الحرس الثوري الإيراني حث الميليشيات الشيعية العراقية على تصعيد الهجمات على الأهداف الأمريكية.

وأضاف: أيا ما كان، ستستفيد إيران بشكل مباشر من الانسحاب الأمريكي من العراق، لدرجة أن الإسرائيليين لم يخفوا مخاوفهم حيال ذلك.

ونقل عن يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز استخبارات الموساد، قوله: يجب أن تخشى تل أبيب سيناريو انسحاب الولايات المتحدة من العراق لأنه سيؤدي إلى سيطرة إيران ووكلائها على الشرق الأوسط.

وبحسب الكاتب، يعتقد بعض المحللين أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وخاصة من إقليم كردستان العراق، قد يسمح للحرس الثوري الإيراني باستغلال فراغ السلطة الناتج عن طريق إخراج جماعات المعارضة الكردية الإيرانية بالكامل من البلاد.

وأردف: في يناير 2020، ردا على مقتل سليماني وزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس في بغداد، أصدر البرلمان العراقي قرارا يدعو الحكومة إلى إنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق.

وتابع: مع ذلك، يعتقد بعض المسؤولين العراقيين والشخصيات الموالية للغرب أن الانسحاب الأمريكي سيهدد أمن البلاد من خلال المساعدة في وجود داعش والميليشيات المدعومة من إيران، حيث لا يزال الآلاف من المسلحين ينشطون في العراق في انتظار فرصة لشن تمرد جديد ضد قوات الأمن العراقية والسكان المدنيين.

ومضى يقول: في حين أن الانسحاب الأمريكي من العراق قد يرقى إلى مستوى تسليم البلاد إلى إيران، إلا أن وجود عدد صغير من القوات الأمريكية لتدريب الجيش العراقي، واستمرار مبيعات الأسلحة الأمريكية، وزيادة التعاون الاستخباراتي الثنائي يمكن أن يقلل من قدرة إيران على السيطرة على العراق بعد مغادرة القوات الأمريكية.

وأوضح أن اكتساب نفوذ مهيمن في العراق سيعزز بشكل كبير قدرة إيران على إبراز قوتها في المنطقة، ويعزز موقعها في سوريا ولبنان ويزيد التهديد على جيران العراق الآخرين.