دلال عبدالله يوسف

ضمن البرامج والفعاليات الثقافية التي تقيمها هيئة البحرين للثقافة والآثار تقيم الملتقى الوطني للتراث الثقافي غير المادي في نسخته الثالثة حيث سيتم تسليط الضوء على العناصر التراثية غير المادية والتي تمثلت في الثروات البحرينية الغنية بأصالتها التي تعد جزءا أساسيا من الهوية الوطنية البحرينية كالنخلة، صناعة الفخار، صياغة الذهب، وصيد اللؤلؤ.

وفي بداية الحديث مع سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار التي حرصت على ضرورة الحفاظ على الموروث البحريني بشكل عام وإعادة أحياء الذاكرة والذكرى في قلوب الأجيال الحالية والقادمة، وبأن لهذا الملتقى أهدافا عديدة داعمة لحفظ الموروث الثقافي غير المادي وأيضا من ضمن أهدافهم في هذا الملتقى إثراء البحث العلمي بما يتعلق بالتراث الثقافي وفقا للتعريفات والالتزامات المذكورة في اتفاقية 2003.

من عناصر التراث غير المادي فن صناعة الفخار الذي يحمل تاريخا عظيما انبثق من شعوب دلمون أهل الحضارة الأولى في البحرين، حيث يعتبر من أهم وأقدم المهن الشعبية التي تحمل البصمة الخاصة بالحرفيين البحرينيين حتى يومنا رغم اكتساح الصناعات الحديثة، إلا أن الشعب البحريني الأصيل متمسك جدا بالحفاظ على تلك الهوية من الضياع وتخليدها على صفحات التاريخ من أجل الأجيال القادمة.

أما الذهب البحريني الخالص الذي يتميز بأعلى درجات النقاء فهو أحد العناصر التي تم تسليط الضوء عليها كما يعتبر ثروة نفيسة بالنسبة للمرأة البحرينية، ما بين الهلال والليرات وجمال المرتعشة وفن المرية وكسرة العود وفخامة كرسي جابر الكثير من قطع المجوهرات المتقنة بحرفية يضفي عليها الصائغ البحريني اللمسة العصرية التي يفوح منها عبق الماضي وتحمل الطابع التراثي لتجسد أصالة التراث البحريني الراقي على زينة المرأة البحرينية.

من أهم العناصر أيضا تجارة وصيد اللؤلؤ حيث يعتبر تاريخ أجدادنا الغواصين مجدا عريقا والمهنة التي كانت الأكثر نشاطا قبل ثلاثينيات القرن الماضي هي مهنة «الطواش» اختصت بها دول الخليج ومملكة البحرين تحديدا؛ لأنها تميزت بجودة لآلئها الطبيعية كما تعد مركزا تجاريا مهما بالنسبة للاقتصاد العالمي وفي الوقت الحالي الحركة الاقتصادية الأنشط ما بين مملكة البحرين ودول العالم.

أما المحور الأخير فدار حول النخلة، من أهم الإنجازات المشرفة التي حظيت بها مملكة البحرين بجهود من هيئة البحرين للثقافة والآثار هو إدراج النخلة ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وما بين العصف الحضاري للتراث البحريني المتمثل في ثروة النخيل وضرورة الحفاظ على مهنة الأجداد النخلاويين، حيث تعتبر النخلة من الموروث الثقافي والتراثي البحريني ومهما تعددت الألقاب والأوصاف والأشعار التي تتغنى بجمالها لتوصف ازدهارها يبقى لقب «بلد المليون نخلة» هو الأقرب.

@DalalAlMasha3e