دانة بوبشيت - الدمام

ارتفاع في الاستهلاك العالمي بالربع الأخير من 2021

توقع نفطيون أن يتجه سعر برميل النفط إلى 90 دولارا في الربع الأخير من العام الحالي، نتيجة عدة عوامل على رأسها: زيادة التطعيمات ضد كورونا، ونقص المخزون والسحب من الاحتياطيات، والأعاصير التي تنشط في سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرين إلى أن التقديرات العالمية تبين أن قطاع الطاقة بحاجة إلى استثمارات 3 تريليونات دولار لتلبية الطلب المستقبلي على النفط.

وتوقع الخبير النفطي حجاج بوخضور، أن يشهد الربع الأخير من العام الحالي زيادة في استهلاك النفط الخام في العديد من الأسواق الرئيسية حول العالم، إضافة إلى السحب من مخزوناتها الاحتياطية، مما يدفع النفط إلى الاستمرار في الارتفاع متجها إلى 90 دولارا للبرميل، نتيجة نقص المعروض، والسحب من المخزونات.

وقال بوخضور: إن اتفاق «أوبك بلس» بالتمسك بقرار اتخذته في يوليو الماضي بالتراجع تدريجيا عن تخفيضات الإنتاج كان له الأثر في استقرار السوق وارتفاع الأسعار تدريجيا، مشيرا إلى أن مع زيادة التطعيم ضد كورونا سيشهد السوق ارتفاعا آخر في الأسعار، مما يدفع وكالة الطاقة العالمية لتعديل توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت إلى 70 دولارا للبرميل العام الحالي، و75 دولارا في العام المقبل.

وأضاف أنه من المتوقع أن يتم تغيير خريطة استهلاك النفط عالميا، سواء في زيادة الطلب على النفط في مناطق وانخفاض في أخرى، إذ سيرتفع الطلب في أوروبا وأمريكا بينما يتراجع الطلب في الهند بسبب الارتفاع الحاد في حالات «كوفيد-19».

وأشار إلى أن من أسباب دعم توقعات ارتفاع أسعار النفط ما تشهده سواحل الولايات المتحدة الأمريكية من نشاط للأعاصير والذي بدوره يؤدي إلى نقص المخزون، وبالتالي عجز في العرض والطلب وزيادة الأسعار، فيما يتوقع أن يسجل استهلاك العالم نحو 100 مليون برميل يوميا من النفط مع نهاية الربع الأخير من العام الحالي.

وقال الباحث في إستراتيجيات الطاقة، نايف الدندني: إن التقديرات العالمية تشير إلى الحاجة لاستثمارات بنحو 3 تريليونات دولار من أجل تلبية الطلب المستقبلي على النفط.

وقال الدندني إن تباطؤ استثمارات الطاقة، خاصة في قطاعي النفط والغاز بدأ منذ عام 2019، مشيرا إلى أن السيناريو المتوقع فوق أحدث الدراسات ويشير إلى فقدان 40% من حجم الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2050، يتطلب احتياطيات نفطية بمقدار 315 مليار برميل، فيما سيحتاج العالم نحو 121 مليار برميل بحلول 2050 لتلبية الانخفاض مما يتطلب مزيدا من الاستثمارات.

وأكد الدندني أن العالم لم يستفد من دروس الأزمات حتى الراهنة منها، مثل موجة الأعاصير الأخيرة في الولايات المتحدة، وأزمة صعود أسعار الغاز في أوروبا.

ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في سياسات تؤثر على استثمارات قطاع الطاقة، منها سياسات البيئة وسياسات تبني الطاقة المتجددة، التي تهم كل دول العالم، لكنه نبه لخطورة نقص الإمدادات، وضرورة الاعتماد على كامل مزيج الطاقة في تحقيق أمن الطاقة العالمي.

وحذر من أن عدم تماهي السياسات مع أهداف أمن الطاقة، ستكون له عواقب في حال التسرع بالاعتماد على طاقة بديلة لا تشكل ثقلا في مزيج الطاقة العالمي، وبالتالي «سنجد أنفسنا كسفينة تصطدم بجبل جليد في ظل الحاجة الماسة لكل مصادر الطاقة بلا استثناء».