شيخة العامودي

على ضفاف بحيرة سطحها كالمرآة أملس تنافست صفوف من الأشجار تحيطها لتلقي على نفسها من خلالها نظرة، عكستها بفيض وانتشت، فقد سطع الخضار وبدت كأنها بإطار من زمرد تحلت.

لحظات وسرب من الطيور ناصع البياض بالتناوب بدأ في حضن البحيرة يتحدر ومع كل هبوط بلورات من الماء بأحجام متفاوتة انتثرت بعضها ينافس في بريقه أطيب أنواع الماس إذا تصقل.

عاد سطح البحيرة أملس سوى من خطوط تتبع الطيور البيضاء إذا أحدها تحرك، سيدة الضياء بدأت تثني إشعاع ردائها بتتابع لتجمعه والطيور تجاريها في الرحيل وإلى مساكنها بين الأغصان تلوذ بتحبب وأفلت سيدة الضياء برقة لرقتها سطح البحيرة لم يتحرك، وسكن الكون والهدوء تنفس.

بياض ذاك الطائر الصافي وخضرة تلك الأشجار العريقة أخذتني إلى حديث عن بلادي، حديث فيه الشوق يتغنى مواويل عن عظمتها رغم تواضعها عن رحمتها رغم حزمها عن تسيدها، الذي لم يضره إيثارها.

مملكتي يا لحن الخلود بين البلدان يا رحيق صافي لا يتكدر، يا ينبوع خير تأصل في الوجدان، يا نقش معتق يتجدد رغم مرور الأزمان، يا فيض خير من كل خير يا أصل الوفاء مهما خانت البلدان، اشتقت لحدودك من الشرقية إلى الغربية ونبض رياضك واشتقت لشمالك وجنوبك وسمائك يا عريقة النسب، يا أرض الحرمين، اشتقت لإنسانيتك التي افتقد ملامحها في كل مكان، واشتقت لرايتك التي تروي نظري بمعانٍ لم ترتويها قبلك أو بعدك أعلام، اشتقت لمآذنك وصوت التكبير، الذي نخضع له حبا ويخضع له الجبابرة بانكسار، واشتقت لك يا حدود شوق ليس له خريطة تستدل عليه، وتتعثر لوصفه كل الأوصاف، يا قدري في انتمائي يا خير الأقدار، أحبك وطني.

* برقية لمَنْ يسأل عن وطني

وطني متألق لا يشبه بريقه بريق، مغوار في ساحات العطاء، ورمز في الرؤية يشار له بالبنان، وفي الجائحات منارة تقتبس منه الأوطان، وعلى رايته كلمة التوحيد، نخلة وسيفان.

@ALAmoudiSheika