غدير الطيار

ها هي الأيام تتوالى والسنوات تتقارب، وهذا الأمر يجعلنا نقف متأملين لما يحدث وحدث من تغيرات، فبعد أن ضم الملك عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- مناطق المملكة الحالية إلى حكم مركزي واستقرت الأوضاع، صدر في 23 سبتمبر 1932م - 21 جمادى الآخرة 1351هـ المرسوم الملكي بتوحيد مقاطعات الدولة، التي تحولت بمقتضى هذا المرسوم إلى المملكة العربية السعودية، فأصبح جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أول ملك عليها، وصار هذا اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام يومًا وطنيًا يحتفل به السعوديون. حقيقة في القلب مئات، بل ألوف الكلمات والعبارات، التي تتزاحم للتعبير عن بُعد النظر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في التعامل مع الأمور والتحديات، لاسيما في التعامل مع الأحداث فيما يواجه العالم من أحداث، خاصة تلك الجائحة وما تم من جهود من قيادتنا الرشيدة، وكذلك سعيها لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة ولمّ الشمل العربي والإسلامي، وردّ كيد وأطماع الأعداء، إضافة إلى العمل بكل جهد وتفانٍ وعطاء واستمرارية التنمية والتطوير في جميع الخدمات، التي تمس حاجة المواطن. وإننا نعرف مدى حرص ملكنا واهتمامه بالوطن واعتبار أن المواطن السعودي هو المحور الأول. هنا نتذكر اليوم الوطني وهذه مناسبة يسعد بها الجميع، ونتذكر جهود قادة هذه الدولة وبقائها شامخة بشموخ الدين ورفعته، حيث وحد الملك عبدالعزيز الكلمة والصفوف، ثم انطلقت مرحلة البناء، التي قادها المؤسس، وسار على نهجه أبناؤه الملوك حتى تطورت المملكة كماً ونوعاً، وفي كل المجالات، وعلى كل الأصعدة واحتلت مكانة مرموقة في المشهد الإقليمي والعربي والدولي لحضورها المتميز ومكانتها العظيمة. لقد اختص الله المملكة برعاية الحرمين الشريفين، فأنفقت مليارات الريالات لبناء مشروعات المشاعر المقدسة، التي تقف بشموخ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر شواهد حية على الاهتمام والرعاية والدعم، وأدوات مسخرة للحاج والزائر والمعتمر، واعتنت بالقرآن الكريم وطباعته وترجمة معانيه إلى أكثر من ثلاثين لغة عالمية توزع بالمجان، وشجعت على حفظه وتجويده من خلال آلاف المدارس وحلقات التحفيظ، وخدمت السنة المطهرة بحفظها وترجمتها ونشرها وتعليمها، وفتح الله عليها خزائن الأرض فاستثمرت المال في خدمة الإنسانية أينما كانت، ففتحت الباب لغير المواطن للعمل والاستثمار فيها، وأكرمت مَنْ جاء إليها.

ولا نغفل عن التغيرات، التي حدثت للمملكة في جميع المجالات مما أبهر العالم بذلك، نعم المتأمل للوضع الحالي في مملكتنا والتطورات، التى نراها على أرض الواقع، وما يحدث من ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية، وما يؤكده الجميع بأن نجاح المملكة العربية السعودية هو نجاح للعرب، ورؤية التجديد والوسطية تضيف إلى زخم الدور، الذي تؤديه مملكتنا وتعززه، يجعلنا نعتز ونفخر ونكتب للتاريخ ما حدث وما سيحدث، نقولها بكم نباهي العالم.. نكرر (دمت يا وطني شامخا).

Gadir2244@gmail.com