ترجمة: إسلام فرج

شجاعة المعارضين الذين خرجوا إلى الشارع ستكون تحت الاختبار

تساءلت مجلة «ذي سبيكتاتور» البريطانية عن مدى استقرار حكومة حركة طالبان في أفغانستان.

وبحسب مقال لـ «ديفيد لوين»، وهو زميل زائر في قسم دراسات الحرب في «كينجز كوليدج» بلندن، لقد انخرطت بعض الحكومات ووسائل الإعلام الغربية في عمل جماعي قائم على التمني في الأشهر الأخيرة بشأن طالبان، معتقدة أنها بطريقة ما معتدلة وفي طريقها لتشكيل حكومة شاملة.

وأردف يقول: بدأت الفكرة مع رفع مكانتها كشريك في المفاوضات مع الولايات المتحدة في الدوحة، تم إضفاء الشرعية عليها، لذلك اعتقد البعض أنها تغيرت.

ومضى يقول: لا بد أن آخر بقايا هذا الاعتقاد قد انهارت مع تعيين حكومة طالبان هذا الأسبوع، وهي لم تكن شاملة بأي شكل من الأشكال، ولكنها كانت نتيجة 3 أسابيع من المقايضة بين فصائل طالبان المختلفة، والتي تم حلها فقط من خلال تدخل رئيس المخابرات الباكستانية اللواء فايز حميد.

وأضاف: يواجه أكثر من نصف أعضاء الحكومة الجديدة عقوبات دولية كإرهابيين، وتشمل القائمة 4 من الرجال الـ 5 الذين تم إطلاق سراحهم من غوانتانامو في عملية تبادل أسرى عام 2014 و4 أفراد من عائلة حقاني، التي كانت شبكتها الإرهابية مسؤولة عن أكبر الهجمات في كابول في السنوات الأخيرة، والذين ترصد أمريكا مكافآت مقابل رؤوسهم.

انفصال «طالبان»

وتابع الكاتب ديفيد لوين: عند الإعلان عن هذه التشكيلة، أثبتت طالبان مرة أخرى مدى انفصالها عن العالم الخارجي وبددت أي شعور بأن أفغانستان بلد مختلف عن البلد الذي حكموا حتى عام 2001، بل إن بعض المعينين يشغلون نفس الدور الذي لعبوه في حكومة طالبان الأولى.

ونوه بأن التغيير الحقيقي الوحيد منذ 2001 هو ترسيخ «شبكة حقاني» في قلب طالبان، حيث أصبح سراج الدين حقاني وزيرا للداخلية ومسؤولا الآن عن أمن الأشخاص الذين أرهبهم ذات يوم.

ومضى يقول: يتمتع سراج الدين، ابن مؤسس الحركة جلال الدين حقاني الذي حارب الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، بسمعة شخصية مخيفة، وعقد اجتماعا لشيوخ القبائل هذا الأسبوع بشكل يناقض ما كان حتى قبل 3 أسابيع وزارة الدولة للسلام التي تم تزويدها هذا العام بتمويل أمريكي.

وأردف: لقد امتدح حقاني، الذي كان يرتدي ملابس بيضاء بالكامل، ويرتدي حزاما من أكياس الذخيرة، ويحمل بندقية M-16 الأمريكية، عمل الانتحاريين، الذين جعلوا هذا النصر ممكنا.

وأضاف: في غضون ذلك، شكك وزير التعليم العالي الجديد، عبدالباقي حقاني، في قيمة الحصول على شهادة جامعية، إذا كانت طالبان قد تغيرت على الإطلاق، فهذا يعني أنها أصبحت أكثر تشددا.

وتابع: مع غرق العواقب الكاملة لهزيمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فإن بروز هذه الشبكة الإرهابية في قلب الحكومة الأفغانية هو أحد أكثر علامات الفشل وضوحا.

واستطرد: من المرجح أن يكون العنف الإرهابي الدولي المنبثق من أفغانستان أكثر احتمالا مع صعود «شبكة حقاني»، نظرا لقربها من جماعات مثل «جيش محمد» و«عسكر طيبة» التي طورتها باكستان لتنفيذ هجمات في الهند.

«حقاني» متورطة

ويواصل لوين في مقاله: «شبكة حقاني» متورطة في التجارة غير المشروعة، ليس فقط في الأفيون، ولكن الموارد الأفغانية الأخرى، بما في ذلك الأخشاب، الفحم، والجواهر.

وأردف يقول: عرفت أمريكا منذ سنوات التطلعات الدولية لمجموعة حقاني، ومدى قربها من وكالة الاستخبارات الباكستانية، كثيرا ما كان كرزاي يخبر الأمريكيين الزائرين أنهم يخوضون الحرب في المكان الخطأ، كان يقول لهم «إنهم يخوضون الحرب في منازل الأفغان، رغم أنهم يجب أن يخوضوها في باكستان».

وبحسب الكاتب، يمكن رؤية تأثير باكستان في تشكيل حكومة طالبان في عدد من التعيينات، لا سيما تخفيض رتبة الملا بردار إلى منصب نائب رئيس الوزراء.

وأردف: لكن التنازلات التي تم التوصل إليها في تشكيل الحكومة تجعل إدارة طالبان غير مستقرة بطبيعتها، لديهم أقل من 100 ألف مقاتل، وهو ما لا يكفي لتوفير الأمن الفعال في جميع أنحاء البلاد مع ذهاب الشرطة.

وتابع: لم يكن هناك سوى وجود رمزي لاثنين من الطاجيك وأوزبكي واحد من بين 33 منصبا وزاريا، مع انتقال جميع الوظائف الأخرى إلى البشتون، أكبر قبيلة في أفغانستان.

وأردف: كان غياب الهزارة، الذين تزايد نفوذهم وثروتهم في السنوات الأخيرة، انحرافا خاصا، فهم قد واجهوا اضطهاد طالبان في الماضي، فقط 8 من أعضاء مجلس الوزراء المعينين هم من الشمال، والباقي 25 من أكبر منطقتين قبليتين بشتونيتين، و15 من الشرق و10 من الجنوب، لكن كل تعيين يترك شخصا لديه شكوى بأنه لم يتم تعيينه.

قبائل الأقليات

وأردف يقول: أدى ظهور قبائل حقاني إلى الحد من تأثير الجماعات القبلية الشرقية الأخرى الأكثر قوة تقليديا، وأولئك الذين من الجنوب، لا سيما قندهار وهلمند، هم من قبائل الأقليات.

وتابع: تم استبعاد معظم أولئك الذين خاضوا الحرب بالفعل، بما في ذلك «شبكة المنصور»، التي سميت على اسم الزعيم الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في 2016.

ومضى يقول: رغم أن تشكيل حكومة طالبان، حتى بشروطها الخاصة، غير مستقر بطبيعته، فإنه أظهر أيضا نقصا في الخيال والمعرفة بالمجتمع الذي أصبحت عليه أفغانستان.

وأردف: لم يكن هناك أي نية في أذهان طالبان بأن هذه حكومة ستكون شاملة، لم يكن هناك دور لشخصيات بارزة من الإدارات السابقة، بما في ذلك الرئيس السابق حامد كرزاي وعبدالله عبدالله، اللذين بقيا في كابول وكانا يروجان لحكومة ذات قاعدة أوسع.

وأشار إلى أن الغياب الأكثر وضوحا بالطبع كان هو غياب أي امرأة، مضيفا: كانت النساء في الأدوار القيادية في المجتمع الأفغاني، والمؤهلات للعديد من الوظائف المختلفة، بمثابة تغيير اجتماعي كبير خلال الـ 20 عاما الماضية، لكن المتحدثين باسم طالبان لم يظهروا أي اعتراف بذلك، وبدلا من ذلك قصروا النساء على المنزل وبعض الأدوار في الصحة والتعليم.

واختتم بقوله: إن الفشل في تشكيل إدارة شاملة يعني أنه سيتعين على طالبان أن تحكم بالقوة لأنهم لا يتمتعون بتأييد واسع، إن شجاعة أولئك الذين تظاهروا في الشوارع بشكل شبه يومي منذ وصول طالبان، ستختبر الآن بعد أن حظرت الحركة المزيد من التظاهرات.