رويترز - سول

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قبالة ساحلها الشرقي، أمس الأربعاء، مما رفع حدة التوتر في المنطقة بعد أيام من اختبارها لصاروخ كروز بعيد المدى يعتقد أنه قادر على حمل رأس نووي.

جاء الإطلاق وسط فورة نشاط في شبه الجزيرة الكورية شمل محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى واختبار كوريا الجنوبية لصاروخ باليستي طورته حديثا أطلق من غواصة.

وتعكف بيونجيانج على تطوير برنامجها للأسلحة، وسط مواجهة تتعلق بالمحادثات الرامية إلى وقف برامجها النووية والصاروخية مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية. والمفاوضات، التي بدأت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في عام 2018، متعثرة منذ 2019.

ذكرت هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية في بيان أن الصاروخين أطلقا بعد قليل من الساعة 12:30 مساء (0330 بتوقيت جرينتش) لمسافة 800 كيلومتر وبلغ أقصى ارتفاع لهما 60 كيلومترا.

وقالت الهيئة: «تجري أجهزة المخابرات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تحليلا مفصلا للحصول على المزيد من المعلومات».

وأضافت أن جيش كوريا الجنوبية رفع مستوى المراقبة واتخذ وضع الجاهزية الكاملة بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة.

وقالت قيادة الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادي إن إطلاق كوريا الشمالية للصاروخين لم يشكل تهديدا وشيكا للجنود أو للأراضي الأمريكية أو لحلفاء الولايات المتحدة لكنه ألقى الضوء على الأثر المزعزع للاستقرار لبرنامجها لتطوير أسلحة محظورة.

وأدان رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا إطلاق الصاروخين ووصفه بأنه عمل «شائن».

وقال خفر السواحل الياباني إن مقذوفا يمكن أن يكون صاروخا باليستيا انطلق من كوريا الشمالية وسقط خارج منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وعقد كل من سوجا ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن جلسات لمجلسي الأمن القومي لديهما لمناقشة عمليتي الإطلاق، وفقا لمكتبيهما.

وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية إن الصين تأمل في أن تمارس «الأطراف المعنية» ضبط النفس.

وكان مون يحضر تجربة إطلاق صاروخ كوريا الجنوبية الذي أطلق من غواصة عندما وصله خبر إطلاق كوريا الشمالية للصاروخين في أول تجربة لإطلاق صواريخ باليستية منذ مارس.

وتطور كل من الكوريتين نطاقا من الصواريخ الجديدة والأسلحة الأخرى لكن نظم الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويقول محللون إن الصواريخ ذات المدى الأقصر مصممة بحيث تلعب دورا أكبر في حالة نشوب حرب لتمكنها من مراوغة أنظمة الدفاع لضرب أهداف داخل كوريا الجنوبية واليابان.

وأعلنت كوريا الشمالية هذا العام أنها تسعى إلى تصغير حجم الرؤوس النووية بحيث يمكن تركيبها على الصواريخ التكتيكية.

وتزامن أحدث إطلاق للصواريخ مع محادثات يجريها وزيرا خارجية كوريا الجنوبية والصين في سول وسط مخاوف من تجربة كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة ومفاوضات نزع السلاح النووي المتعثرة بين بيونجيانج وواشنطن.

جاء أيضا بعد أن قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح صاروخ كروز طويل المدى جديدا في مطلع الأسبوع، واصفة إياه بأنه «سلاح إستراتيجي له أهمية كبيرة». ويقول محللون إن الصاروخ قد يكون أول سلاح من نوعه في البلاد بقدرة نووية.

ورد وزير خارجية الصين وانغ يي على سؤال عن تجارب سابقة لإطلاق صواريخ كروز قائلا إن على جميع الأطراف العمل على تشجيع السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.