كريستيان ساينس مونيتور

تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عن مدى إمكانية نجاة المكاسب الاجتماعية التي تحققت خلال الـ 20 عاما الماضية من حكم طالبان.

وبحسب تقرير لـ «سكوت بيترسون» و«آن سكوت تايسون»، يرى العديد من الأفغان أن التقدم الذي تحقق بشق الأنفس خلال عقدين من الزمن يتعرض للخطر بسبب عودة حكم الحركة الصارم، وهي الحركة التي تضم في صفوفها العديد ممن يبدون غير مستعدين لتحمل عبء الحكم.

وأردف يقول: أدى الخطر الذي يهدد حقوق المرأة، واعتماد طالبان الدائم على جهاز المخابرات الباكستاني، وتسمية حكومة مؤقتة من الذكور فقط، إلى احتجاجات في الشوارع في كابول ومدن أخرى انتهت بإطلاق النار وضرب.

ونقل عن مسؤول أفغاني يعمل في منظمة أجنبية غير ربحية في كابول، قوله: إن معظم الأفغان لم يكونوا يريدون طالبان ويريدون التصدي لهذا الأمر، مشيرا بشكل خاص إلى المشاعر السائدة بين سكان الحضر والمتعلمين.

وأردف المسؤول الأفغاني: لست متأكدا مما إذا كان ذلك يعني حربا أهلية، لكن الهدوء بالتأكيد لا يعني أن الناس ليسوا مهتمين وهناك جيل جديد من الشباب لا يخاف من طالبان.

ومضى التقرير يقول: أصيب مقاتلو طالبان الذين يتفاخرون بانتصار عسكري على قوة عظمى، بالحيرة من قبل النساء الأفغانيات اللواتي يرددن كلمة «الحرية»، متجاهلات البنادق الموجهة إليهن مباشرة، وعصيان أوامر المقاتلين ذوي اللحى الطويلة بالتفرق.

ولفت إلى أن صمود المرأة هو مجرد عنصر واحد من عناصر أفغانستان الجديدة.

ونقل عن مواطن أفغاني تحت اسم مستعار هو «غول نصار»، قوله: حدث الكثير في الـ 20 عاما الماضية فيما يتعلق بالبنية التحتية، وتعليم الأطفال، والأشخاص الذين لديهم وظائف.

وتابع التقرير: حصل القرويون الذين يكافحون من أجل العيش على حقولهم الصغيرة من الذرة والقمح على وظائف حكومية، وكثير منها مع قوات الأمن المحلية.

ونقل عن نصار قوله: انتهى كل ذلك. يعني استيلاء طالبان على المدرسة اليوم عدم وجود معلمين، وعدم وجود دواء في العيادة، وعدم وجود موظفين لدى الحكومة المحلية، وعدم وجود وظائف لقوات الأمن في القرية.

وبحسب نصار، فإن الغضب في القرية بدأ الآن، بعد أيام من الاختباء في خوف بينما كانت حركة طالبان تتجول في شاحنات حكومية، تاركة إياها محطمة ونفد منها الغاز على جانب الطريق.

وتابع نصار بقوله: هذا الجيل من طالبان غير متعلم وجاء من قمم الجبال، لا يوجد اتجاه واضح للفوضى، بالنسبة لطالبان، فإن ما يحدث تدريب أثناء الخدمة.

وأردف التقرير: في جميع أنحاء البلاد، يثير الأفغان تساؤلات حول تأثير استيلاء طالبان الخاطف على السلطة مع استكمال القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلنطي انسحابها.

ومضى التقرير يقول: أدت مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية والغربية الأخرى إلى تغيير اجتماعي واقتصادي دراماتيكي، وزادت التوقعات بين جيل جديد من الأفغان، وهي العوامل التي تكافح طالبان بالفعل لمواجهتها.

وأضاف: في محاولة يوم الأربعاء لوقف الاحتجاجات المناهضة لطالبان، منع وزير الداخلية بالوكالة سراج الدين حقاني، المدرج على قائمة الإرهاب لمكتب التحقيقات الفيدرالي، المظاهرات التي اعتبرها غير قانونية.

ونقل التقرير عن فوزية كوفي، النائبة السابقة لرئيس البرلمان، قولها: هناك جيل مختلف، هل رأيت الاحتجاجات؟ هل كان هذا ممكنا قبل 20 عاما؟

وتابعت كوفي: كنت أقول لطالبان «إن المجتمع قد تغير، هذا جيل مختلف، لن يتركوا السلاح والظلم يحكمهم، سوف يخاطرون بحياتهم»، هذه أمة لن تعود إلى الوراء بالتأكيد.