يوسف الحربي

«إعادة إحياء جدّة التاريخية» هو العنوان الأساسي ولغة انتصار الذاكرة والتاريخ والإنسان السعودي بكل شموخه وهمّته وشغفه في تطوير ذاته انطلاقا من تاريخه المتنوع بصريا وجماليا وبشريا، هي نقاط قادرة على تغيير الواقع للأفضل ومشاريع راهن عليها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وهو يضع لكل خصوصية نظرة ولكل نظرة عمق ولكل عمق استشراف قابل للتعاون والتوافق الاجتماعي والاقتصادي بين أبناء الجهة من طاقات وخبرات من أجل أن تكون الرؤية ناجحة ومتكاملة وتحمل النشاط المأمول لكل منطقة في المملكة بكل تفاصيلها.

هو مسار مهم وضرورة ملحة تستدعيها المرحلة حتى يكون هناك توازن على عدة مستويات، خاصة أن المشاريع المخطّط لها تحمل الكثير وطنيا، وباعتبار جدة المدينة الإرث والذاكرة الراسخة يعتبر مشروع تطويرها خطوة مهمة، حيث بدأ المشروع يستكمل خطواته بهدف تطوير المجالات المعيشية حتى تحقّق جودة الحياة، وتكون أرضية مناسبة للاستثمار ومركزا جاذبا للمشاريع الثقافية والمبادرات الخلاقة، التي تحمل من المنطقة روحها وطابعها؛ ولتكون مقصدا لكل رواد الأعمال والمستثمرين من أبناء الوطن، ومركزا سياحيا عالميا.

ولعل مثل هذا المسار يحمل الكثير من العمق من حيث دراسة المنطقة وتفاصيلها الثقافية والتواصل في الحركة الاجتماعية والحركة الثقافية والاقتصادية العامة للمنطقة على كل المستويات، إضافة إلى عمق المنطقة باعتبارها تحمل إرثا وطنيا طبيعيا وحضاريا وإنسانيا بكل ما فيها من مخزون وخصوصيات تاريخية وجغرافية.

إنه لمن المهم التفكير في تطوير المدن التاريخية وتفعيل النشاط فيها وفق الأساليب الحديثة بأفكار أبناء المنطقة وخبراتهم، خاصة أن التفكير في إحداث بيئة متكاملة تحمل على عاتقها الدفع بالوعي نحو الأجمل طبيعيا وإنسانيا من خلال تركيز مساحات خضراء وحدائق مفتوحة واجهات بحرية مطوّرة لضمان بيئة صحية، مع خلق تعاون ثقافي وفني وبصري على مستوى ترميم المعالم التراثية والمساجد والأسواق وتدعيمها المعرفي بمختصين قادرين على تقديم المعلومة بأكثر من لغة ودعمها بالتعريف الرقمي من خلال مواقع تعرّف بجدة التاريخية للعالم مع دعم البنية التحتية بالخصوصية القديمة مثل طريق الحجاج، التي سيتم دعمها وتفعيلها لتحمل صورا كاملة لتاريخ الحج منذ فجر الإسلام.

إن كل هذا الدعم والمواكبة والبحث والتحفيز والتعاون إنما هو خطوة مميزة من قيادتنا على ترسيخ فكرة التطوير مع المحافظة على الهوية والخصوصية القادرة على تحقيق نهضة ثقافية وسياحية وخلق حركية متينة بين كل الفاعلين في مختلف القطاعات، فجدة المدينة التاريخية تستحق التطوير والتفاعل مع ثقافات العالم، خاصة أنها مسجلة في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو.

@yousifalharbi