طارق آل مزهود - الدمام

12 ظاهرة سلبية.. والنفايات البلاستيكية أخطرها

اتفق مختصون على أهمية الحفاظ على البيئة والمقدرات الطبيعية، من خلال خطة إستراتيجية متكاملة تستهدف رفع الوعي، إلى جانب تغليظ عقوبة المخالفين، والوصول بها إلى «التشهير»، مشيرين إلى أن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي وإنساني، ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة، كما أنه أحد المقومات الأساسية لجودة الحياة.

وحذروا، خلال ندوة «اليوم»، من خطورة المواد البلاستيكية، وحرق النفايات في الأماكن العامة، مشيرين إلى ضرورة مراقبة المرادم بكاميرات مرتبطة مباشرة بالأمانة للحد من رمي المخلفات العشوائية، إضافة إلى تدشين مصانع جديدة لتدوير المخلفات، وتكثيف الحملات التطوعية لتعزيز المسؤولية المجتمعية والوعي البيئي لدى الفرد والمجتمع.

توعية شاملة وعقوبات رادعة بحق المخالفين

أوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن الأمانة رصدت 44 مخالفة بيئية خلال الثلاثة شهور الماضية، ومن بينها إشعال النار لغرض الشوي في غير المواقد المخصصة واستخدام الشيشة ولعب الكرة على المسطحات الخضراء وإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصص لها، وجرى تحرير المحاضر اللازمة.

وأضاف: إن هناك بعض أعمال التخريب والعبث بالحدائق والمتنزهات العامة، مثل تخريب دورات المياه وأحيانا سرقة محتوياتها وتكسير ألعاب الأطفال وتكسير الحاويات وكراسي الجلوس أو الكتابة عليها والكتابة على الجدران والعبث بإنارة الحديقة وتكسيرها وتحطيم أسوار الحديقة وتكسير محابس ورشاشات وأغراض شبكات الري وإتلاف المزروعات الجديدة وغيرها، مشيرا إلى اتخاذ الإجراءات النظامية ضد العابثين وتحصيل الغرامة المالية، التي تنص عليها لائحة الجزاءات البلدية، ومن ثم إحالتهم عن طريق الشرطة للقضاء.

تدوير المخلفات

وبيَّن الصفيان، أن الأمانة بالشراكة مع جمعية «إطعام»، أبرمت عقدا مع إحدى الشركات الاستثمارية لتشييد مصنع لتدوير الأطعمة وإنتاج الأسمدة العضوية، إضافة إلى عقد آخر لتدوير المخلفات الصلبة الخاصة بالأنقاض من الهدم، التي تضخمت كمياتها نتيجة للنهضة العمرانية بالمنطقة وحركة البناء والتشييد مما تسبب في إشغال العديد من الأراضي بالأنقاض.

وقال إن الأنقاض ومخلفات البناء من مظاهر التشوه البصري، وسوف يساهم هذا العقد في معالجة هذه الظاهرة عبر التدوير والاستفادة من المنتجات في دعم المشاريع المدنية وتوفير المواد الخام للكثير من خطوط الإنتاج.

مرادم بيئية

وواصل، إن الأمانة تعمل على طرح عقود استثمارية لتدوير ومعالجة المرادم البيئية «المكب»، للنفايات البلدية، وإطلاق نماذج استثمارية تراعي تطوير الخدمات وكفاءة الإنفاق وتنمية المنطقة، والمشاركة في دعم تحقيق استدامة بيئية وتحقيق نمط حياة صحي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة.

وأكد متحدث الأمانة أن الحفاظ على البيئة والمقدرات الطبيعية واجب ديني وأخلاقي وإنساني، ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة، كما أنه أحد المقومات الأساسية لجودة الحياة، مشيرا إلى ضرورة مراقبة المرادم بكاميرات مرتبطة مباشرة بالأمانة للحد من رمي المخلفات العشوائية بالقرب من المرادم.

الاستفادة من الأنقاض

وأضاف إن هناك دراسة للاستفادة من الأنقاض، وهي الآن، تحت التنفيذ، وتسعى كذلك إلى بناء المردم الصحي قريبا، ومن المقترحات لردع المخالفين التشهير بـ«مدمري البيئة» بالتعاون مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ولجنة البيئة بغرفة الشرقية والجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الأمانة بذلت العديد من الجهود في مضمار صحة البيئة ومنها برامج التوعية والتدريب والتثقيف الصحي لجميع فئات المجتمع.

إستراتيجية متكاملة

ولفت إلى أهمية بناء إستراتيجيات بين الجهات الحكومية والقطاعات الأخرى ذات العلاقة في التقليل من الملوثات البيئية للوصول إلى التنمية المستدامة «الاقتصاد الأخضر»، وحشد الجهود لجميع فئات المجتمع للوصول إلى تثقيف صحي وبيئي عالٍ يستهدف القطاعات المختلفة والمجتمع، وتفعيل دور العلم والمدارس والجوامع في توعية أفراد المجتمع، بالإضافة إلى وضع إستراتيجية لنظام الإنذار المبكر فيما يتعلق بالمواضيع البيئية الحساسة والتواصل عن طريق ربطها بالأجهزة الحكومية الأخرى، وأيضا زيادة نصيب الفرد من الرقعة الخضراء في المدن وتشجيع القطاعات المختلفة وأفراد المجتمع في حماية البيئة والمحافظة على التوازن البيئي والحد من تلوث الهواء.

وذكر أن هناك بعض المشاكل البيئية، التي تواجه المنطقة الشرقية، وتعمل الأمانة على معالجة الكثير منها، وتتمثل في التلوث الهوائي، الذي يتشكل من الغبار المتصاعد من مقالع الحجارة والكسارات، ومصانع جلفنة المعادن، والهواء المتصاعد من المصانع والمحمل بالغبار والأبخرة، والدخان الناتج عن حرق النفايات الصلبة.

نفوق الأحياء البحرية بسبب البلاستيك

نوه المختص البيئي الوليد الناجم إلى عدد من المبادرات، التي انطلقت بهدف المحافظة على البيئة منها مبادرة «نزرعها لننعم بها»، والتي شارك بها نحو 3500 متطوع، إضافة إلى زراعة 50 ألف شجرة تحت إشراف أمانة المنطقة الشرقية، وكذلك مبادرة «شرقية خضراء» ومبادرة «إماطة»، وكل هذه المبادرات تسهم في زرع القيم لدى المجتمع والتوعية والتثقيف في المحافظة على البيئة كاستخدام المواد البلاستيكية والاكتفاء بالمواد المستدامة.

وأشار إلى تنفيذ حملة «شيل كيستك ونظف ديرتك»، حاليا، التي تهدف إلى رفع الوعي البيئي، وتعريف المجتمع بخطورة النفايات، مشيرا إلى أن الحد من استخدام المواد البلاستيكية يسهم في مواجهة التلوث.

وقال إن البعض يمارس سلوكا خاطئا عند خروجه للبر، كجمع المخلفات وحرقها، وهذا فعل خاطئ ويتسبب في مشكلتين، إحداهما تأثر التربة التي تصبح غير قابلة لنمو الشجيرات، والأخرى تلويث الجو. وأضاف الناجم إن فترة الصيف تشهد تكاثر قنديل البحر بسبب غياب السلاحف، التي تقضي عليها، والسبب في ذلك نفوق العديد منها بسبب التهامها أكياس البلاستيك، وهذه خسارة كبيرة لأحد عناصر التوازن البيئي، بسبب تلوث البيئة البحرية. وقال إن الدمام بيئة صناعية، وهو ما يتطلب خطة لمواجهة تلوث الهواء، وهناك جهود لأمانة الشرقية في هذا الشأن. كما لفت إلى وجود الإطارات بكثرة في منطقة التشاليح وحرق العمالة لها، للاستفادة من المعادن الموجودة بها، وهو ما يتطلب المواجهة أيضا.

«أكياس الأعلاف» خطر على النبات والماشية

أشار مدير هايكنج السعودية في محافظة حفر الباطن أحمد البصيص إلى اهتمام الهايكنج بنظافة المواقع المفتوحة مثل المتنزهات البرية والجبلية والأودية، مشيرا إلى وجود معايير واشتراطات للانضمام لعضوية الهايكنج منها الحصول على دورات المبادئ السبعة ومن ضمنها التخلص من النفايات بطريقة سليمة.

وأشار إلى أن الهايكنج سبق ونظم مبادرة «نظافة بيئتنا مسؤوليتنا»، التي تعنى بتنظيف البيئة من الملوثات، مشددا على خطورة رمي البلاستيك سواء على الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الأرض والكائنات الفطرية التي في باطنها.

ولفت إلى أن هناك طريقة خطرة جدا في التخلص من النفايات، وهي حرق المخلفات، وهذا شائع لدى المتنزهين بالرغم من التنبيه المستمر من خطورة هذه الممارسة، مشيرا إلى أننا نفضل بقاءها بدلا من حرقها، كما أننا ننادي دائما بالحفاظ على الأشجار، وعدم تحريك حجر من مكانه حفاظا على الطبيعة.

وأشار كذلك إلى أن بعض رعاة المواشي يعمدون إلى رمي أكياس الأعلاف الفارغة، ما يؤدي لتطايرها وتكدسها على الأشجار والشجيرات البرية مثل السدر والرمث، مما يتسبب في موته، لافتا إلى أن الحيوانات النافقة أكثرها يموت بسبب البلاستيك.

وقال: «سبق وتقدمنا بمقترح، يتضمن تسليم الراعي المواشي للمتعهد بالأكياس الفارغة مقابل مبلغ من المال، كحافز لعدم رمي الأكياس»، مشيرا إلى مقترح آخر باستبدال الأكياس الحالية بأخرى صديقة للبيئة.

رمي المخلفات من زجاج السيارة

ذكر المختص في الذوق العام بدر الزياني: إن الحكومة تسعى إلى أنسنة المدن عبر زيادة الخدمات، التي يحتاجها الإنسان مثل المسطحات الخضراء والمرافق الخاصة بالرياضة وتقليل الانبعاثات الضارة، وبالتالي علينا التحلي بالذوق العام في الأماكن العامة وعدم رمي المخلفات وإشعال النيران فيها والمحافظة على الممتلكات العامة والتحلي بالقيم الإنسانية.

وأضاف: «لا بد من زرع قيمة الاحترام قبل تحرير المخالفات ليستشعر الشخص أهمية النظافة»، مشيرا إلى أن أغلب البلاغات، التي ترد إلى الجمعية، تشمل رمي المخلفات من زجاج السيارة. وطالب بأهمية تكثيف حملات التوعية وتقسيمها على السنة بحيث لا تكون الحملة التوعوية فقط في يوم محدد. وأضاف: إن تصنيف مخالفات لائحة الذوق العام في الفقرة 5 تنص على أن مخالفات إلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها عقوبتها للمرة الأولى 500 ريال وفي حالة التكرار 1000 ريال، فيما تنص الفقرة 15 على أن إشعال النار في الحدائق والأماكن العامة بغير الأماكن المسموح بها يستوجب غرامة 100 ريال للمرة الأولى و200 للمرة الثانية.

طرق آمنة للتخلص من النفايات الخطرة

أكدت الكاتبة الصحفية د. لمياء عبدالمحسن البراهيم إن نسبة المخلفات غير الخطرة عموما بحسب منظمة الصحة العالمية، تبلغ 85 % من الكم الإجمالي لمخلفات أنشطة الرعاية الصحية وتعتبر النسبة المتبقية البالغة 15 % مواد خطرة يمكن أن تنقل العدوى أو أن تكون سامة أو مشعة ممثلة بذلك خطرا بيئيا.

وأضافت: إنه يتم في بعض الأحيان حرق مخلفات الرعاية الصحية، وربما تنتج عن هذه الحروق انبعاثات في شكل ديوكسينات وفيورانات، وغير ذلك من ملوثات الهواء السامة، وهي مواد مسرطنة للإنسان ومن المخلفات الناقلة للعدوى المخلفات الملوثة بالدم وسوائل الجسم الأخرى، ومخلفات المرضى في أجنحة العزل والمعدات مثل الممسحة والضمادة والمعدات الطبية، التي تستعمل مرة واحدة بما في ذلك الكمامة والقفازات البلاستيكية.

وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية حددت عناصر رئيسية في مجال تحسين إدارة مخلفات الرعاية الصحية، تشمل بناء نظام شامل يتناول المسؤوليات وتخصيص الموارد ومناولة المخلفات والتخلص منها. وإذكاء الوعي بالمخاطر ذات الصلة بمخلفات الرعاية الصحية، والممارسات المأمونة، وانتقاء الخيارات الإدارية المأمونة والصديقة للبيئة من أجل حماية الناس من الأخطار عند جمع المخلفات أو مناولتها أو تخزينها أو نقلها أو معالجتها أو التخلص منها، والالتزام والدعم من جانب الحكومة حتى يتسنى إدخال تحسينات عالمية وطويلة الأجل، ولو أنه يمكن اتخاذ إجراءات فورية على الصعيد المحلي.

ووضعت المنظمة أول وثيقة إرشادية عالمية وشاملة بهذا الخصوص، تحمل عنوان «الإدارة المأمونة لمخلفات أنشطة الرعاية الصحية»، تتناول جوانب من قبيل الإطار التنظيمي، ومسائل التخطيط، والحد من المخلفات إلى أدنى مستوى ممكن وإعادة تدويرها، والخيارات الخاصة بمناولة المخلفات وتخزينها ونقلها ومعالجتها والتخلص منها، والتدريب وبالتعاون مع الشركاء الآخرين وضعت المنظمة أيضا سلسلة من الوحدات التدريبية بشأن الممارسات الجيدة في إدارة مخلفات الرعاية الصحية، وتشمل جميع جوانب أنشطة إدارة المخلفات، من تحديد المخلفات وتصنيفها إلى الاعتبارات، التي توجه التخلص منها على نحو مأمون بواسطة إستراتيجيات تعتمد على الحرق أو إستراتيجيات لا تعتمد على الحرق. مضيفة إن مشاهد التلوث البيئي بالكمامات على الأرض والأسطح أيضا بحاجة للالتفات حتى لا تشكل مخاطر أخرى صحيا وبيئيا.

4500 طن مخلفات يستقبلها مردم الدمام يوميا

100 مليون طن سنويا حجم النفايات في عام 2035

أخطاء المجتمع

1 - إشعال النار لغرض الشوي في غير المواقد المخصصة

2 - استخدام الشيشة

3 - لعب الكرة على المسطحات الخضراء

4 - إلقاء النفايات في غير الأماكن المخصص لها

5 - رمي المواد البلاستيكية في البحر والبر

6 - إشعال النار في النفايات

8 - حرق الإطارات

9 - تخريب دورات المياه وأحيانا سرقة محتوياتها

10 - تكسير ألعاب الأطفال والحاويات وكراسي الجلوس

أو الكتابة عليها

11 - الكتابة على الجدران والعبث بإنارة الحدائق

12 - إتلاف المزروعات الجديدة

7 - تكثيف الأعمال التطوعية

8 - مبادرات للحد من استخدام المواد البلاستيكية

التوصيات

1 - تشجير المتنزه البري

2 - تغليظ عقوبة تلويث البيئة

3 - توعية مستمرة وبآليات متعددة

4 - مراقبة المرادم بكاميرات مرتبطة مباشرة بالأمانة