شيخة العامودي

تلفت نظري أصوات الطبيعة الصاخب منها والهادئ، المتواتر منها والمنفرد، الرافع لدرجته بتتابع والخافض لها بتدرج وكلما أرخيت لها السمع ميزت تفردها وفهمت مغزى اختلافها، فأصواتها لا تسلك مسلكا واحدا، بل تختلف حسب الطقس وما يستجد من أحوال، لها دلالات وإشارات، مثلا للماء صوت هادئ جميل عند انسيابه تراه في جدول يسير متتابع بصوته الغزير يثمر فيك هدوء يجعلك تنصت بعمق لتتأمل نعومة صوته، فإذا اختلط برافد وتداخلت الأجزاء رفع درجته وبلغ أقصاها إن تناثر من علو شلال ليلامس بحيرة ساكنة فيعود لنغمته الهادئة. صوت الماء رغم رقته لهديره تحذير يجعلك ترتجف الأوصال.

صوت الشجر، وصوت الطيور، صوت الرمال، وصوت الصخور، صوت الصمت الذي يخيم بهيبته وأصوات كثيرة في الطبيعة إعجاز ورسالات تفهمها إن أنصت لصوت الحكمة، التي تصدرها مملكتي.

لمملكتي صوت لا يشبهه بين البلدان صوت إن عملت أنجزت بصمت، وإن أُحيك لها انسل الحفيف مهزوما، وهي تتحدث بصوت العقل.

صوت مملكتي في الحق متفرد، له وقع لا يشبهه ولا يصفه صوت، وفي التجاوز عن الجاهل المعتدي دوي حكيم يجعله حبيس الهم، وفي كرمها الغياث لكل منكوب، صوت تتابع موج، وفي وفائها لأبنائها صوت أم حنون، تنوع أبناؤها بين بارٍ بها، حافظٍ لودها، وعاق متنكر لفضلها، وفي كل تقلبات أفئدتهم تضمهم بنغمات حب ووفد وفديد يتناوب بين صبر وحزم.

في ربيع جميل، سمعت لأوراق الأشجار صوت، وعندما سألتها عن مغزاه أجابت بفخر أنشد تباهيا بذاتي، فأنا أحمل لون راية بلد حزمة أصواته لا يشبهها صوت.

* صدح

مملكتي ليس لها مثيل في البلاد، هي لحني المفضل، وأجمل علم ينتصف في السماء، هي راحتي، هي عزي بعد الله، هي معجم حب وتقدير تعجز عن وصفه المجلدات.

@ALAmoudiSheika