عبدالعزيز العمري – جدة

تزامنا مع الالتزام بتطبيق النماذج التشغيلية للمدارس

أكد مختصون أن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة، كانت عودة آمنة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية؛ للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد؛ لحماية الطلاب وجميع الكوادر التعليمية، وفق التنظيمات الخاصة بالإجراءات الاحترازية المعتمدة للعودة الحضورية، متزامنة في انخفاض عدد الحالات المسجلة للإصابات في المملكة بشكل عام.

وأوضحوا لـ«اليوم» أن النماذج التشغيلية في المدارس، والجهود المبذولة من وزارة التعليم، كان لها الأثر الكبير في حماية الطلاب والطالبات، من حيث توزيع الأيام الدراسية بين الحضور وعن بعد.

استقرار المؤشرات الوبائية

نموذج عالمي في التعامل مع التداعيات

قال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة د. هاني جوخدار لـ «اليوم» إن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة كانت عودة آمنة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لحماية الطلاب وجميع الكوادر التعليمية وفق التنظيمات الخاصة بالإجراءات الاحترازية المعتمدة للعودة الحضورية، من ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وتخفيض الاختلاط بين الطلاب من خلال النماذج التشغيلية.

وأضاف: يأتي في مقدمة هذه التنظيمات اشتراط الحصول على جرعتي لقاح «كوفيد 19» للحضور في فصول الدراسة والقاعات الجامعية، وتزامن ذلك مع إقبال كبير لأخذ اللقاح من قبل أعضاء هيئة التدريس والمعلمين والإداريين والطلاب، ومن خلال المتابعة للأسبوع الأول لم ترصد المؤشرات ارتفاعًا في أعداد الحالات اليومية المسجل مع استمرار المؤشرات الوبائية في الاستقرار.

وعن تفاعل الجهات المعنية والطلاب وأولياء الأمور في العودة الآمنة، قال جوخدار: وضح جليًا تفاعل الطلاب والمعلمين الإيجابي في المسارعة إلى الحصول على اللقاح، وخصوصًا الفئة العمرية ما بين 12 - 18 سنة، وتم اعتماد اللقاح لهذه الفئة العمرية بحوالي ستة أسابيع قبل بدء الدراسة، وخلال إجازة الصيف، ورغم ذلك كان حضور الطلاب في هذه الفئة العمرية لمراكز اللقاحات مميزا، وتجاوزت نسبة من حضروا للحصول على اللقاح 98 % من إجمالي الطلاب قبل اليوم الأول لبدء الدراسة.

بيّنت الأستاذ المساعد واستشاري طب الأسرة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. نجوى زبيري أن تجربة المملكة في مواجهة جائحة كورونا قدمت مفاهيم مبتكرة في الأزمات، وقدمت نموذجًا للعالم في تعاملها مع تداعيات المواقف، صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

وتابعت: مع عودة الحياة لكثير من النشاطات والفعاليات والمناسبات المجتمعية، يبقى التعليم والعودة لمقاعد الدراسة مطلبًا مهمًا لاستكمال العودة للحياة الطبيعية بحذر، وعليه فقد وجهت القيادة الرشيدة -أيدها الله- بالعودة للمرحلتين المتوسطة والثانوية للطلاب والطالبات حضوريًا، بعد الحصول على جرعتين من لقاح كورونا، ومع عودة الطلاب لم ترصد المؤشرات ارتفاعًا في أعداد الحالات، ما يشير إلى نجاح الإجراءات المتخذة لحماية الطلاب والطالبات.

وأرجعت ذلك إلى عدة جوانب، أهمها دور وزارة التعليم، التي حثت كافة منسوبيها والطلاب بسرعة الحصول على لقاح كورونا، حرصاً على سلامتهم وسلامة الجميع، والمساهمة في العودة الطبيعية للجميع، إضافة إلى دور أولياء الأمور الحيوي في المبادرة على تسجيل أبنائهم لأخذ اللقاح، وذلك ضمن الشراكة الفاعلة بين الأسر ووزارة الصحة، والتكامل مع جهود الدولة الرامية للحفاظ على الصحة والسلامة العامة.

أرجع ولي الأمر مبارك الشرافي، النجاح، إلى جودة التخطيط، وتعامل الأجهزة المعنية على مستوى الدولة مع جائحة كورونا، وأن ما تحقق من نجاح بعد مضي أسبوع، بعث برسالة طمأنينة لأولياء أمورهم على الأبناء والبنات.

وتابع: أصبحنا نتطلع لأن يعود صغارنا في المرحلة الابتدائية إلى مدارسهم حضوريا وفق بروتوكولات العودة الآمنة التي تضمن سلامتهم، وحقيقة رأينا حسن إدارة لهذا التحدي، سواء من وزارة الصحة أو وزارة التعليم، ممثلة في إداراتها، أو حتى على نطاق المدارس، والتي هي الخط الأول في مواجهة التحديات والصعوبات.

وأكمل: كان الرهان على التعليم عن بعد رابحًا، كما كان الرهان على عودة التعليم حضوريا رابحًا وبامتياز، ويبقى استمرار النجاح والتقدم فيه مرتبطا بمدى ثقافة الأسرة والعمل عن قرب مع المدارس والشفافية في الإبلاغ عن أي طارئ، وكل الشكر لمن خطط وساهم وتابع ونفذ من أجهزة الصحة والتعليم، وفخورون بهذا الإنجاز لوطننا الطموح.

بيّن ولي الأمر «عبدالرحيم الزهراني» أن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة خلال الأيام الماضية كانت آمنة، بوجود الأنظمة التشغيلية للطلاب، وتوزيعهم على أيام متفرقة؛ لمنع التزاحم، إضافة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تم تطبيقها داخل المدارس، والتي أسهمت بشكل كبير في عدم رصد أي حالات بين الطلاب والمعلمين ومع التناقص في أعداد المصابين على مستوى المملكة، وكل ذلك يشير إلى تعاون الجميع في تجاوز المرحلة للوصول إلى بر الأمان والعودة الطبيعية الكاملة.

وجّه ولي الأمر «سعد الزهراني» الشكر لكل العاملين بوزارة التعليم، من معلمين وموظفين، على الجهود المبذولة، قبل وأثناء بدء الدراسة، مضيفًا: «لاحظت هذه الجهود عند ذهابي بأولادي لمدارسهم، وكيف كان التنظيم والحرص من المدير والمعلمين على أبنائهم الطلبة، ونتمنى أن تزول هذه الجائحة، ويعود المعلم والطالب لوضعهم الطبيعي».

رسالة طمأنينة لأولياء الأمور

توزيع على أيام متفرقة

جهود قبل وأثناء بدء الدراسة

أشارت الخبيرة في القيادة التربوية وولية الأمر هناء السعدون إلى أن عودة الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة، جاءت وسط منظومة متكاملة من الخدمات والأنظمة والإجراءات التي تضمن سلامة الجميع مع اتخاذ التدابير المناسبة لضمان الحفاظ على المسافات الآمنة بين الطلبة والكادر التعليمي وفق أتم الإجراءات والاحترازات الوقائية، ما أدى إلى تحقيق التوازن النفسي للطلبة وبث روح الإيجابية وتوجيههم باستخدام معدات أدوات الوقاية الشخصية وتشكيل فرق لمتابعة الالتزام بالتدابير الوقائية وإعداد الطلبة لكافة الأنماط المطبقة.

شكرت ولية الأمر جنى الحربي، الله سبحانه وتعالى، على وجودها في بلد الإنسانية، الذي احتضن الأولاد بحب واهتمام، بقولها: اهتمت مدارسنا بكل إرشادات وزارة التعليم وحققت نجاحًا مبهرًا في أسبوع الدراسة الأول من تحقيق التباعد الآمن وكذلك توزيع الطلاب حسب الكثافة العددية وشهدت تعاوناً متميزًا من الطلاب وأولياء أمورهم في تحقيق ذلك، ونحمد الله على العودة لمقاعد الدراسة لأن التعليم داخل المدرسة أكثر تأثيراً وفاعلية من ناحية اكتساب المهارات الحياتية، خاصةً أن تفاعل الطلاب مع أقرانهم داخل غرفة الصف يعزز الانتباه لديهم، ما ينعكس على فهمهم للمادة العلمية بصورة أفضل.

منظومة متكاملة من الخدمات والأنظمة

نجاح مبهر في مملكة الإنسانية

أكد ولي الأمر «أحمد الغامدي»، أن الجهود المبذولة من وزارة التعليم ومن كافة المدارس تبين الحرص على سلامة الطلاب، وفق الخطط الموضوعة، بالتنظيم، وتطبيق الإجراءات الاحترازية، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ خلال الأيام السابقة في الحالات المصابة بـ«كورونا» في مؤشرات وزارة الصحية اليومية.

خطط وتنظيم لسلامة الطلبة