صالح شيحة

رغم أن الرياضة تجعل من القوام ممشوقاً، وتزيد الثقة بالنفس، وتحمي من الاكتئاب، وتساعد على النوم، وتُعلم الصبر، وتُقوي المناعة ضد الأمراض، وتفتح الشهية، وتقي من الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب والشرايين -السكر- السرطان - الضغط، وتساعد الجسم على إخراج الفضلات الضارة عن طريق العرق، وتؤخر الشيخوخة.

رغم كل هذه الفوائد، التي نعلمها وما لا نعلمها.

أنصحك ألا تمارس الرياضة إلا بعد أن تعلم، وبعد أن تعلم، عليك أن تُخبر غيرك بما علمت.

أن تعلم أن القلب يقوم بمجهود ضخم يومياً، حيث ينبض حوالي مائة ألف دقة في اليوم؛ ليقوم بإيصال الدم إلى أكثر من ستة آلاف ميل من الأوعية الدموية، يُوصل من خلالها الأكسجين والغذاء إلى الأنسجة والخلايا.

وأن الفيفا قد قالت: إن هناك حوالي 1000 حالة موت مفاجئ سنوياً بين الرياضيين بشكل عام وليس لاعبي كرة القدم فقط.

وهل قرأت أن الإرهاق هو المتهم الرئيسي في الموت المفاجئ للرياضيين، حيث يتعرضون للكثير من الضغوط البدنية والنفسية، التي تؤدي إلى عدم انتظام إيقاع دقات القلب، التي تؤدي للوفاة.

ولأن منطقة فينيتو الإيطالية مات بها عدد كبير من الشباب أثناء ممارسة الألعاب الرياضية؛ قامت بسن قانون ينص على فحص القلب قبل ممارسة الرياضة.

وبفضل الله، الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، نستطيع أن نكرر تجربة اللاعب النيجيري (كانو)، الذي عاد للملاعب بعد أن تم إيقافه عن اللعب -حيث كان يعاني من ضيق شديد في الصمام الأورطي- بعد عمل عملية استبدال للصمام الأورطي.

فقد تم اختراع جهاز هولتر لرسم القلب لمتابعة الرياضيين عن بعد بشريحة المحمول لمدة أربعين يوما. يمكن للفريق الطبي متابعة الرياضي نبضة بنبضة عن بُعد، والتأكد من سلامة قلبه طوال اليوم وكل يوم.

وتوصلت دراسة حديثة إلى أن قراءات قياس ضغط الدم، التي يتم أخذها بواسطة جهاز محمول يقوم بإجراء قياسات متعددة لضغط الدم طوال الأربعين والعشرين ساعة، يمكن أن يوفر معلومات أفضل بكثير حول مقدار ضغط الدم في الجسم ومدى الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.

لذا، إذا كنت ممن يمارسون الرياضة، استمر في ممارستها، ولكن بنظام وليس بعشوائية؛ حتى لا تكون حالة من الألف حالة، التي أخبرت عنها الفيفا. وتذكر أنه يجب ممارسة كل شيء بتوازن، لأن مَنْ زاد عن حده، انقلب لضده.

@salehsheha1