لواء. م. محمد مرعي العمري

* كنت قد أشرت في مقالٍ سابقٍ لي عقب الأحداث، التي صاحبت ختام نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة 2020، التي أقيمت في لندن، وما كشف عنه الشعب الإنجليزي علاوةً على همجية وبلطجية تصرفاتهم ضد المشجعين الطليان وتعمدهم أعمال التخريب والتكسير وإلقاء المخلفات عنوةً تعبيراً منهم عن سخطهم لهزيمة فريقهم بعد فوز إيطاليا في المباراة النهائية، وما تناقلته الفضائيات العالمية عن تلك الممارسات، التي كشفت زيف الحضارة التي يتشدقون بها، ووعدت بأن أتطرق لاحقاً إلى أن سقوط ورقة التوت عن القذارة لدى الغربيين ليست بدعاً في سلوكياتهم، بل إن ما حدث هو إرجاع الشيء لأصله، وفي مقالتي لهذا الأسبوع سأعمد إلى إماطة اللثام عمّا يتوهمه البعض من المغرمين بالحضارة المزيَّفة، فالمواقف هي مَنْ تظهر المعادن الحقيقية للبشر.*

* وحقَّ لنا بعد التوطئة السابقة أن نحمد الله بأن جعلنا مسلمين وأن نفخر بديننا الذي يصلح لكل العالم وفي كل زمانٍ ومكانٍ، قال تعالى: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.....الآية) 34 إبراهيم. تذكرتُ في إحدى مطالعاتي اليومية أننا وإن كنَّا نحن المسلمين ندرك ما أفاء الله به علينا من نعمٍ لا تعدُّ ولا تحصى لكننا بحاجةٍ ملحةٍ أن نعيها أكثر ونعمل على ديمومتها، فبالشكر تدوم النعم. يأتي في طليعة تلك النعم أن تفضّل علينا المنعم سبحانه بأن جعلنا مسلمين.*

* فمن قراءاتي عن سلوكيات الغربيين سابقاً أطلعت على ما يمكن أن يكون شهادةً من غير المسلمين تؤكد أنه عندما كانت لأمتنا الغلبة وقصب السبق لريادة العالم فإن ذلك مردُّه الانتماء لهذا الدين العظيم في الوقت، الذي كانت الأمم الأخرى تعيش في دياجير الظلام والتخلف، وليس أدلَّ من ذلك مما سآتي على ذكره من عدم اعتناء الإنسان غير المسلم حتى بنظافة نفسه ومظهره على أن الخالق سبحانه قد كرَّمه الله بنعمة العقل على كثيرٍ من المخلوقات قال سبحانه: (ولقد كرمنا بني آدم .....الآية) 70 الإسراء.*

* يقول المؤرخ الفرنسي دريبار:*

* {نحن الأوروبيون مدينون للعرب وأعني المسلمين بالحصول على أسباب الرفاه في حياتنا العامة، فالمسلمون هم الذين علَّمونا كيف نحافظ على نظافة أجسادنا. نعم إن المسلمين كانوا عكسنا فنحن * *الأوروبيون لم نكن نغيِّر ثيابنا إلا بعد أن تتسخ وتفوح منها روائحٌ كريهةٌ فبدأنا نقلِّدهم في خلع ثيابنا وغسلها. كان المسلمون يلبسون الملابس النظيفة الزاهية حتى إن بعضهم كان يزيِّنها بالأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت والمرجان، وعرف عن قرطبة أنها كانت تزخر بحماماتها الثلاثمائة في حين كانت كنائس أوروبا تنظر إلى الاستحمام كأداة كفر وخطيئة........” انتهى كلامه«.*

* وأسوق للقارئ الكريم في هذا المقام بعض الشواهد، التي أقرَّ بها الغربيون أنفسهم في حين أن الكثير من شباب الأمة في وقتنا الحاضر يرى فيهم مثالاً يُحتَذَى في حياتهم وتعاملاتهم وملبسهم ومأكلهم ومشربهم، وغاب عن هؤلاء الشباب، الذين يثيرون الشفقة لجهلهم أن دينهم كما نقول دائماً هو الدين، الذي يصلح أن يكون منهاج حياةٍ ويفضي إلى حسن المآل؛ لأنه أحاط بما يكفل للإنسان قيمته في أولاه وآخرته، فمن تلك الشواهد:*

* - هل تعلم أن الاستحمام في أوروبا كان يُعد كفراً، وأن الأوروبيين كانوا -أجلّكم الله- كريهي الرائحة بشكل لا يطاق من شدّة القذارة.*

* - وصف مبعوث روسيا القيصرية ملك فرنسا لويس الرابع عشر»أن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري«، وأن إحدى جواريه وكانت تدعى دي مونتيسبام كانت تنقع نفسها في حوض به شيء من العطر حتى لا تشم رائحة ملكها.*

* - أن الرحالة أحمد بن فضلان وصف الروس أنفسهم بأنهم «أقذر خلق الله لأنهم لا يستخدمون الماء للنظافة -أكرمكم الله- من بولٍ ولا غائط»، وأن القيصر الروسي (بيتر) كان يتبول على حائط القصر في حضور الناس.*

* بالمناسبة فحتى إلى يومنا هذا غالبية الغربيين -من غير المسلمين طبعاً- لا يعرفون استخدام الماء في مراحيضهم بعد قضاء الحاجة، بل يكتفون باستخدام الورق فقط.*

* - الملكة إيزابيلا الأولى، وهي التي *قتلت المسلمين في الأندلس لم تستحم في حياتها إلا مرتين وقامت بتدمير الحمامات الأندلسية.*

* - الملك الإسباني فيليب الثاني منع*الاستحمام مطلقاً في بلاده، وابنته إيزابيل الثانية أقسمت ألا تقوم بتغيير ملابسها الداخلية حتى الانتهاء من حصار إحدى المدن، الذي استمر ثلاث سنوات وماتت بسبب ذلك.*

* ختاماً... هذا عن ملوكهم وعن علية القوم لديهم، فكيف بالعامة عن العامة لديهم.*

muhammed408165@gmail.come