د. لمياء عبدالمحسن البراهيم

لأهمية الصحة العقلية والنفسية في صحة الفرد والمجتمع فقد اهتمت منظمة الصحة العالمية بما يسمى جودة الحياة وعرفتها بأنها تصور الفرد لمركزه في الحياة في سياق الثقافة وأنظمة القيمة التي يعيش فيها وبالنسبة إلى أهدافه.

شملت الأمم المتحدة مفاهيم جودة الحياة ضمن أهداف التنمية المستدامة لتحسين ظروف المعيشة في مجالات الصحة والأسرة والتعليم والتوظيف والثروة والأمان وضمان الحريات وحقوق الإنسان بما فيها حرية المعتقدات الدينية والحفاظ على البيئة، والسعادة.

في عام 2018 م أطلق «برنامج جودة الحياة» بتوجيه مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، كأحد البرامج الرئيسية المتوافقة مع تحقيق الرؤية من أجل تحسين الجودة على المستوى الإنساني الاقتصادي بما يمس نمط الحياة المعيشي لسكان وزوار المملكة من أفراد وعوائل وبما يحقق أساليب حياة متوازنة ينعم فيها الأفراد في المملكة ويعزز من تفاعلهم الاجتماعي.

رسمت رؤية برنامج الحياة بناء مجتمع ينعم بالرفاهية والازدهار وقادر على استكمال مسيرته الحضارية ليكون في مكانة متقدمة بين الأمم، برسالة تتبنى آليات للتعاون بين مختلف الجهات المعنية بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية، هادفة إلى تحقيق البعد الإنساني وتعظيم الأثر الاجتماعي لكافة المبادرات.

يعمل البرنامج على وضع السياسات والتنظيمات اللازمة، والعمل على تسهيل استثمار القطاع الخاص في هذه القطاعات لضمان تنميتها واستدامتها، مما حفز خلق بيئة داعمة لاستحداث خيارات جديدة تهدف إلى:

• تعزيز مشاركة الفرد والمجتمع في الأنشطة الثقافية، والترفيهية والرياضية والسياحية.

• توليد العديد من الوظائف المتنوعة ضمن الأنشطة الاقتصادية.

• إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم.

وذلك يمس برنامج جودة حياة المواطن من خلال إنجازاته التي تمثلت في مجالات الرياضة والثقافة والفنون والتراث والترفيه والسياحة.

فمن خلال الترفيه تنوعت الفرص التي منها:

• إعادة إطلاق قطاع السينما.

• تنظيم الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية المحلية والعالمية.

• افتتاح عدد من المتاحف والمعارض الثقافية والمهرجانات الموسيقية.

• الاستثمار في تطوير الكوادر البشرية في قطاعات جودة الحياة المختلفة.

• إطلاق العديد من الأكاديميات والمعاهد والبرامج التي تعنى بتطوير المواهب مثل برنامج تطوير صناع الأفلام، وأكاديمية مهد الرياضية، وتقديم المنح الدراسية للطلاب والطالبات للدراسة في المعاهد العالمية لدراسة فنون الطهي.

كما عنى البرنامج بتطوير القطاع السياحي في المملكة، والإسهام بتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. إذ حقق إنجازات ملموسة على هذا الصعيد، منها:

• إطلاق التأشيرة السياحية.

• زيادة المواقع التراثية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

• توطين المهن القيادية في قطاع الإيواء.

• تفعيل وتمكين دور القطاع الخاص من خلال أتمتة عملية التراخيص لتسهيل أعمال المستثمرين ودعمهم من خلال إنشاء صناديق تنموية مثل صندوق نمو الثقافي، وبرنامج كفالة لتمويل المشاريع السياحية.

وستكون المراحل المقبلة في تحسين جودة الحياة في تمكين قطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، والترفيه، والسياحة، إضافة إلى قطاع الهوايات. من ذلك:

• تمكين الهواة ومجموعات الهوايات، ودعمهم.

• تسهيل إجراءات إصدار تراخيص أندية الهواة.

• ضمان استدامة هذا القطاع وازدهاره في المملكة.

كما يعمل البرنامج على تطوير القطاع البلدي بهدف تأمين جودة حياة رفيعة لسكان وزوار المملكة، بما يتضمن:

• أنسنة المدن.

• تحسين المشهد الحضري.

• الارتقاء بالخدمات المقدمة

هناك فرص كبيرة وواعدة في برنامج جودة الحياة تمس المواطنين والمقيمين وبعضها لامسناها، والتحديات التي تواجهها، نتمنى من برامج جودة الحياة أن تقدم برامج موجهة بحسب طبيعة الأفراد في المناطق والمحافظات، وبما يتلاءم مع ميزانية العائلة ومستوى الدخل فحق السعادة للجميع.

DrLalibrahim@