كلمة اليوم

• حين نعود بالذاكرة لأول يوم تم الإعلان فيه عن جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، نستقرئ تلك الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسببت بها هذه الجائحة غير المسبوقة في التاريخ الحديث بسبب التأثر المباشر والتوقف في النسبة الأعظم لكافة الأنشطة والتعاملات التجارية ودورة الحياة الطبيعية إجمالاً مما كان له الأثر السلبي ليس فقط على اقتصاديات الدول بل كذلك على سرعة وجودة قراراتها في التعامل مع آثار هذه الجائحة.. مشهد تشابهت فيه أكثر الدول تقدماً.. مشهد بدا مغايرا لواقع الحال في المملكة العربية السعودية التي كانت السباقة في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية دون الالتفات لما قد يترتب من آثار اقتصادية رغم ما يعصف بالعالم والمملكة جزء مؤثر في اقتصاده وبالتالي يكون الأثر الأوضح في اقتصادها عطفا على ما يجول في فلكه إيجابا وسلباً على حد سواء.. ولكن التضحيات التي بذلتها الدولة تحت شعار سلامة الإنسان أولا كانت تلتقي مع قوة وقدرة استثنائية لاقتصاد دولة دأبت خططها وإستراتيجياتها ورؤيتها على استشراف كافة تحديات المستقبل وذات قدرة على تجاوزها مهما بلغ سقفها.

• البيان الذي صدر عن الهيئة العامة للإحصاء موضحاً التقديرات السريعة لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من عام 2021م. والذي أبان أنه وفقًا لهذه التقديرات السريعة، فقد حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة العربية السعودية في الربع الثاني من عام 2021م نموًّا إيجابيًّا للمرة الأولى منذ بدء جائحة (كوفيد 19) بنسبة قدرها 1.5 %، وذلك مقارنةً بما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق من عام 2020م، وأن هذا النمو الإيجابي يرجع إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة غير النفطية في نفس الفترة بنسبة 10.1 % بالإضافة إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة الحكومية بمقدار 0.7 %... هذه المعطيات آنفة الذكر بقية التفاصيل التي وردت في بيان الهيئة العامة للإحصاء تؤكد أنه وبالرغم من تلك الظروف الاستثنائية التي عصفت بالاقتصاد العالمي تثبت المملكة أن متانة اقتصادها قادرة على قهر كافة الظروف ومجابهة التحديات بثبات وقوة تلتقي مع مكانتها الرائدة في المجتمع الدولي.

• تغيرت التفاصيل وتطورت الحيثيات والمفارقات التي صاحبت جائحة كورونا المستجد منذ بدايتها وحتى اللحظة.. ويبقى الثابت هو أن المملكة باقتصادها وكافة إمكانياتها شامخة أبية بفضل حكمة القيادة التي تكتب التاريخ وترتقي بالحاضر وترسم ملامح المستقبل.