أكابر الأحمدي - جدة

المشاركة في «مجموعة العشرين» تعزز المكانة الثقافية للمملكة في العالم

ثمَّن مجموعة من المثقفين مشاركة المملكة في الاجتماع الوزاري لوزراء الثقافة لمجموعة العشرين الذي أقيم في العاصمة الإيطالية روما، ممثلة في صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة كنائب رئيس الاجتماع، ووصفوا المشاركة بأنها دعم لأوجه التعاون بين المملكة والعالم، وتعزيز مكانتها في المجال الثقافي وتبادل الخبرات وتمثيل الهوية الثقافية بما تمتلكه من أصالة، وما يتمتع به تاريخها من تنوع، وأكدوا أنها خطوة لتعزيز المكانة العالمية التي يستحقها هذا التاريخ، إذ تقدم المملكة نفسها كنموذج مُتسارع للتطوّر والازدهار في القطاع الثقافي، هذا النموذج الذي جاء كإحدى ثمار الخطط الإستراتيجية التي تسير عليها وزارة الثقافة.

دور ريادي

قال عضو رواق السرد بنادي جدة الأدبي القاص سلطان العيسي: إن المشاركة تأتي امتدادًا لطبيعة الدور الريادي الذي تؤديه المملكة كمؤسس للاجتماعات المشتركة بين وزراء الثقافة في تاريخ قمة مجموعة العشرين العام الماضي، والذي كان الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة رئيسًا له، كذلك فإن المملكة تشارك في قمة العشرين لوزراء الثقافة هذا العام وهي تقدم نفسها كنموذج مُتسارع للتطوّر والازدهار في القطاع الثقافي، هذا النموذج الذي جاء كإحدى ثمار الخطط الإستراتيجية التي تسير عليها وزارة الثقافة، وتؤكد من خلالها الدور المحوري والمؤثر الذي تحظى به المملكة بين دول العشرين، وهذه المشاركة تقدم مجموعة من الرسائل الإيجابية، أهمها أن المملكة تسعى إلى تعزيز مكانتها في المجال الثقافي وتبادل الخبرات، ما يُسهم في تطوير هذا القطاع، كذلك تقديم نفسها كشريك ثقافي دولي موثوق يسعى إلى تعزيز مبدأ الشراكات الثقافية بين الدول، وحماية التنوع الثقافي بين مُختلف الثقافات.

تعزيز المسار

وأضاف: ظهرت هذه الرسائل في مضامين كلمات وزير الثقافة بهذه المناسبة، إذ أشار إلى أن قوة ومرونة قطاعات الثقافة تأتي من خلال التعاون في مسار الثقافة لمجموعة العشرين، كذلك تأكيده على الدعم السعودي للجهود الجماعية لتعزيز المسار الثقافي في المجالات الخمسة التي حُدّدت كأولويات، ما يؤدي إلى تسريع تعافي القطاع الثقافي من جائحة كورونا، وتقديم نفسه كمحرك للوصول إلى عالم أكثر رخاء وازدهارًا.

سبل التعافي

فيما قالت الأستاذ المشارك في قسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، د.أسماء بنت عبدالعزيز الجنوبي: تجيء مشاركة وزير الثقافة في هذا الاجتماع لتؤكد الدور البارز الذي تضطلع به المملكة في تعزيز الحوار الدولي حول سبل تعافي قطاعات الثقافة والإبداع من تداعيات جائحة كورونا، ولإرساء قواعد الثقافة العالمية بوصفها محركاتٍ أساسا للتنمية المستدامة، وهذه المشاركة في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم تشير إلى أهمية الثقافة في إرساء الهوية الفكرية والنفسية لشعوب العالم، وقدرتها على الإسهام في تخطي الصعوبات، والارتقاء بالذات والفكر.

وأشادت بالوعي الكبير الذي يتمتع به وزير الثقافة، قائلة: إنه يعرف تمامًا حجم الإرث الثقافي الذي تتمتع به أرضه، ومن أين تنطلق جذوره، وإلى أي مدى يمكن الحفاظ عليه والارتقاء به، وما كانت تلك اللقاءات التي عقدها إلا تأكيد على معرفته بما يصنع، وأن المملكة قادرة على تمثيل الهوية الثقافية العربية باقتدار بالغ. بما تمتلكه أرضها من أصالة، وما يتمتع به تاريخها من تنوع ثقافي حفظته الأجيال لسنوات، وزاد بريقه مع التحول الرقمي الثقافي، إنها معادلة الثبات والعلو التي تمتلكها هذه الأرض، ويعيها أبناؤها.

فعل إيجابي

ووصف الأديب والقاص محمد المنصور الشقحاء هذه الخطوة بأنها «فعل إيجابي»، إذ أصبحت للثقافة السعودية وزارة يرأسها وزير شاب طموح، يحمل حلمنا وأفكارنا التي تركض في ساحة روادها يقاومون الموت، مشيرًا إلى أن الثقافة وعي مجتمع وموهبة فردية تحتاج إلى الدعم لتشارك محليًا وعالميًا كما هي القوة الناعمة لمملكة الإنسانية التي تسابق الزمن في البناء والتنمية من خلال رؤية المملكة ٢٠٣٠.

وأضاف: إن وزير الثقافة، وهو يشارك في الاجتماع، يؤكد ريادتنا في المنطقة وتفردنا بثقافة هي نبت أرض جزيرة العرب، مهبط الرسالات السماوية وحضارة الإنسان المتطلع إلى حياة أفضل، وكما أن الثقافة وعي مجتمع فهي إرادة حكومة وقيادة مسؤولة عن إيجاد تاريخ ومستقبل كمنافس لثقافة أممية، القوي فيها هو المؤثر.

وجه ثقافي

وأكد أستاذ اللسانيات المساعد بجامعة الملك خالد د. يحيى بن أحمد اللتيني، أن زيارة وزير الثقافة لإيطاليا تظهر الوجه الثقافي الجديد الذي تضطلع به الوزارة في الحقبة الجديدة التي تتواءم مع رؤية 2030 بحلة جديدة من الأنشطة المتنوعة على كافة الأصعدة الثقافية.

وأضاف: تأتي الزيارة في إطار التزام أعضاء مجموعة دول العشرين في الاجتماع الذي عقد في الرياض العام الماضي 2020 بمواصلة الحوار الثقافي البناء، وتعزيزًا للحوار الدولي حول سبل تعافي قطاعات الثقافة والإبداع من تداعيات جائحة كورونا، وصولًا إلى تحقيق الإمكانات الكاملة لهذه القطاعات.

وشدد على أن هذه الزيارة أبرزت الدور الجديد الذي تلعبه الثقافة باعتبارها محركًا للتنمية، وهي من المساعي الجديدة الذي نصبو إلى تحقيقها، وبرز على جدول الاجتماع «مسار الشربا الثقافي» لعام 2020، الذي يمثل أيقونة سعودية، ويعتمد على مجموعة من المرتكزات من أهمها الثقافة والصناعات الإبداعية، والتدريب والتحول الرقمي من منظور ثقافي، ما يسهم في الاستدامة والنمو.

وتابع: لم تقف نجاحات الزيارة عند ذلك بل تعدته إلى تسجيل ستة مواقع ضمن قائمة اليونسكو للتراث العلمي، ما يؤكد عزم الوزارة الحفاظ على تراث المملكة وإبرازه للعالم، وهذا التطور الملموس في الجهود التي تقوم بها الوزارة يكشف عن الوجه الجديد لها، وتضافر جهودها مع الوزارات الأخرى في التنمية والتطوير في تحقيق رؤية 2030، وكل هذه الإشراقات تأتي استكمالًا لبرامج الوزارة الإثرائية لهذا القطاع المهم.

خطط تعزز الحوار الدولي حول سبل تعافي الإبداع من تداعيات الجائحة

جهود تدعم القطاع الثقافي كمحرك للوصول إلى عالم أكثر رخاء وازدهارا