د. شلاش الضبعان

هزة الرأس سياسة يتبعها بعض الموظفين مع مديريهم، وتكون أكثر وضوحاً في الاجتماعات، فالبعض من بداية الاجتماع وحتى نهايته وهو يهز رأسه.

إذا طرح المدير رأيا هز رأسه، وإذا وجه بتوجيه هز رأسه، وإذا طلب طلباً هز رأسه، وإذا سكت هز رأسه، وإذا قام هز رأسه، وإذا قعد هز رأسه، وإذا شهق هز رأسه، وإذا زفر هز رأسه.

ما المشكلة في هزة الرأس؟! اتركه يهز رأسه!

لا مشكلة الحقيقة في هزة الرأس بل قد تكون مطلوبة، ولكن حقيقة المشكلة في ثلاثة: عندما تكون هزة الرأس تأييداً لقرار خاطئ، وعندما تكون عن غير فهم وإدراك، وعندما يظن من يهز رأسه أنها معيار من معايير تقييم الأداء الوظيفي، وأنه سيحصل على النقاط بعدد هزات الرأس.

المدير المميز لا يريد هزة الرأس بل يريد من الموظف تعديلاً للقرار إن كان خطأ، فخطأ القرار سيتضرر منه الموظف مع المدير والمؤسسة، ويريد فهماً وإدراكاً لما يدور حتى يتم التنفيذ عن فهم وقناعة، ولا يمكن أن تكون هزات الرأس معياراً للتميز عند من يريد نجاحه ونجاح مؤسسته بل قد تكون دليل تخلف.

هل هناك هزة رأس طبيعية، وهزة رأس مصطنعة؟!

نعم، ولكن كيف أعرف الفرق بين هزة الرأس الطبيعية المبنية على إدراك وتأييد وإعجاب بالفكرة المطروحة والتي يحتاجها المتميزون وتصدر من المتميزين، وهزة الرأس المصطنعة التي تُستخدم لكسب الرضا أو التخلص؟!

الجواب: بأن يسأل المدير الموظف المتميز في هزة الرأس، على ماذا يهز رأسه؟، فإن كان يهز رأسه مدركاً ومتفاعلاً مع ما طُرح فالحمد لله، وإن كان يهز رأسه من غير إدراك فسيقول: هاه هاه لا أدري، وهنا لابد من السعي في إصلاح رأسه لأنه مضلل، وقد تؤدي هزات رأسه إلى ما لا تحمد عقباه.

وبالمقابل لا يعني الهرب من هز الرأس هز اللسان بالاعتراض على كل قرار ومحاولة إثبات الحضور بالاعتراض على كل شيء، فالبعض يظن أن دليل وجوده في الاجتماع هو الاعتراض ولا شيء غير الاعتراض، وبالتالي سيضلل كما ضلل صاحبه!

كلا طرفي الأمور ذميم، ولذلك لابد من التوسط والسعي لأن يكون الموظف شريكاً من أجل النجاح المنشود، يستمع ويناقش ثم يلتزم وينفذ.

ويا عزيزي المدير! الموظف الناجح من هز رأسه منك لا لك!

@shlash2020