مطلق العنزي

المدوّن المبدع إياد الحمود، الذي يشكّل حسابه في «تويتر» منهلًا للتغذية الفكرية، تناول قضية مصيرية يعانيها شبابنا.

كتب الحمود: «لاحظت أن بعض موظفي الـHR (الموارد البشرية) يرى المتقدم للوظيفة مجرد رقم أو صعلوك يحق له إهانته وتدميره، ويرفض الكثير من المتقدمين؛ لإيصال رسالة لمديره أنه موظف نشيط يقابل الكثير لاختيار الأفضل. وقد يجعل تلك المقابلات مادة للضحك مع أصحابه على حساب كرامة أولئك المتقدمين».

والتغريدة موجزة لكنها تعادل، في تأثيرها، محاضرة في الأخلاقيات، إذ وضعت الأصبع على الجرح.

ويلاحظ أن بعض الذين يجرون مقابلات التوظيف، يتسمون بالغطرسة والعجرفة، وأحيانًا سوء الأدب. بل إن بعضهم يبدو أنه يتلذذ بإذلال المتقدمين للعمل والتنمر عليهم، بحجة اختبار الشخصيات.

والحقيقة أن الذين يرتكبون هذه الممارسات المريضة لا صلة لهم بكفاءة المقابلة، ولا بالولاء للعمل، ولا احترام مؤسساتهم، وإنما هم سيئو تربية وغير أسوياء ورديئون.

ومدير المقابلة الكفء لا يلجأ لأساليب الصبيانية والتنمر «الدرباوي». يُجري المقابلات، وهو يحتفظ بأدبه واحترامه، ويحفظ كرامة الآخرين. ويُنجز ما يفخر به الكرام.

ونصيحة لرؤساء شر الأعمال، هذه النوعية الرديئة من مديري المقابلات تبحث، بدوافع نفسية، عن نوعية من ذات الصنف الأناني الانتهازي، ولا يمكن أن تختار أي متقدم مهني يمكن أن يدعم العمل، ويديم الولاء للمؤسسة. بل إن أحدهم يتفاخر بأنه رمى سيرة متقدم بسلة المهملات، بعد أن وجدها مكتوبة بالإنجليزية. وهذه حماقة؛ إذ كان بإمكانه أن يطلب، بلطف، أن يُغيِّر المتقدم لغة السيرة. وكفى. لا يتشنج ولا يسيء الأدب، ويهين شابًا محمَّلًا بالآمال والأحلام، فقط ليظهر غيرة منافقة استعراضية على اللغة العربية؛ لأن الغيرة الحقيقية الراشدة تمنعه من ارتكاب هذه الحماقة المتغطرسة.

وتنبَّهت وزارة الموارد البشرية لمسألة التمييز في التوظيف والعمل، وسنَّت، أخيرًا، تنظيمات لمنع الممارسات السيئة، إلا أن المرضى يمكنهم أن يجدوا ألف سبب للتسلط، ونفث سمومهم؛ لأن دوافعهم شخصية ونفسية متعجرفة، وهذه تدفع لارتكاب حماقات لا إرادية وتسيء الأدب والفعل في كل مكان.

* وتر

قلبه فيض الأمل، وعيناه الضياء

وهذا الدرب بطول العمر والمدى..

انظر كيف يقاوم العثرات، وفخاخ الموبوئين بالأنا..

كي يعبر لبهاء الشمس والصباح..

وخصل النخيل الخضر..

@malanzi3