د. أروى علي أخضر

ألحقت ابني في أحد المخيمات الصيفية بعد أن اعتذرت عن قبوله العديد من المراكز كونه طفل «توحد» رغم أنني أخبرتهم بأنه مندمج في التعليم ودرجة التوحد لديه بسيطة، وستتواجد برفقته العاملة، فكانت الإجابة «نرحب به بشرط أنها فترة تجربة ليوم واحد»، حضر ابني إلى المركز في فترة اختبار هذا الطفل المسكين في «مخيم صيفي» إن كان قد سينجح في اختبارهم أو لا، وبعد مضي أربع ساعات، وبانتهاء ذلك اليوم! حضرت لاستلام شهادته!! فبدأت الأساطير، تأتي كل واحدة من أعضاء هذا المركز لتزودني بقائمة من الملاحظات والسلوكيات التي أصدرها ابني، وكأنني لا أعرفه!! ثم أجيبهن بالإجراء الذي يفترض أن يقوم به أي شخص تجاه سلوك «هذا الطفل» أولا !! قبل أن يكون «طفل توحد»، فاستنتجت بأنه «أخفق حبيبي ابني ورسب في امتحانهن»، ومن المؤسف أن أسمع شكوى هذا المركز بأن ابني كان يبكي في «لعبة الكراسي» وأنه انبطح على الأرض حينما لم يجلس عليه بعد توقف الموسيقى، فالحقيقة هذا في نظري موقف لا يستدعي إخراجه من المركز كون هذا السلوك قد يحدث أيضا مع الأطفال العاديين، وكان التصرف الملائم هو شرح قوانين اللعبة له أولا، ثم التطبيق أمامه من قبل بعض الأطفال والتوضيح له أن من يخسر في اللعبة لا يصرخ، وكان بالإمكان تجاهل هذا السلوك أيضا، ولا يمكن التحجج بأن العاملين بالمركز ليس لديهم خبرة كافية في التعامل مع التوحد، حيث إن هذا السلوك الذي خرج من أجله «طفلي» كان يمكن لأي شخص تربوي أن يتصرف لمعالجة هذه المشكلة البسيطة، إلا أن ما يعقد المشكلة هو الرفض الضمني الداخلي لدى هؤلاء الأفراد في قبولهم حالة تستدعي منهم بعض الجهد لتسهيل دمجه الترفيهي، وكون أنه لا توجد محاسبة منبثقة من نظام تسائلهم عن ذلك تم (استبعاد هذا الطفل من المركز)، وانطلاقا من رؤية المملكة 2030 والاتفاقيات الدولية التي وقعت وصادقت عليها المملكة والتي كفلت حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من التمييز!! أتمنى إيجاد آليات محاسبية لجميع من يقوم بتلك السلوكيات حيال أبنائنا من ذوي الإعاقة وأقترح بعض الإجراءات التالية:

- فرض قبول الأطفال/ الشباب ذوي الإعاقة في جميع المراكز والأنشطة الترفيهية ويمكن الاشتراط بوجود مرافق له، إن كانت حالة الطفل تستدعي ذلك.

- تخصيص نسبة محددة في كل مركز ترفيهي لالتحاق الأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان حقهم في الالتحاق وعدم الاستبعاد.

- فرض وجود أخصائي تربية خاصة ضمن العاملين في أي مركز أو نشاط ترفيهي للتعامل مع الحالات من ذوي الإعاقة أو حالات بعض الأطفال ممن لديهم سلوكيات بحاجة إلى تدخل لتعديلها.

- مساءلة الجهة حين استبعاد الشخص من ذوي الإعاقة.

شكرا لمملكتنا الحبيبة التي كفلت كافة الحقوق وقدمت الخدمات والتسهيلات لأبنائها من ذوي الإعاقة، إلا أن بعض الجهات بحاجة إلى آليات تنفيذية للتفعيل والالتزام.

@arwaakhdar