عبدالعزيز العمري – جدة

بسالة القوات السعودية حائط صد لحماية المدنيين

أكد مختصون أن الاعتداءات الحوثية التي تحاول استهداف المواطنين والمقيمين في المملكة لها دلالات واضحة على خبث الفكر الحوثي الذي يمتطيه النظام الإيراني الذي يعبث في أمن وأمان المنطقة، مشيرين في حديثهم لـ«اليوم» إلى أن بسالة الدفاعات الجوية السعودية تؤكد يوما بعد يوم قدرتها البشرية والعددية للذود عن الوطن وأبنائه.

إجراءات عملياتية «إنسانية»

قال القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقا د. يوسف الغامدي، إن المملكة دولة السلام والأمن والإيمان والإنسان فاقت بتوفيق الله وبقيادتها المحنكة ولحمتها الوطنية وبقدراتها الحربية والعسكرية ترسانات ضخمة في العالم حتى صنفت ضمن أقوى عشر دول عالميا، فضلا عن القوة الاقتصادية والمكانة الدينية والعلاقات الإستراتيجية والتحالفات والتكتلات العسكرية قادرة «بإذن الله» على سحق العدو وكل ما يهدد أمن قاطنيها ومحبيها من مواطنين ومقيمين، ولكن ذات المنطلقات جمعت مع القوة والقدرة الحكمة والإنسانية، فالمعايير والمقاييس تختلف في بلادنا عن غيرها من الشراذم والمشردين، لافتا إلى أن قوات التحالف تتخذ إجراءات عملياتية محكمة لاستهداف مصادر التهديد بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.

منظومة دفاع جوي عالية الكفاءة

أضاف الباحث في الشأن الأمني والإستراتيجي د. فواز كاسب، إن قيادة المملكة للتحالف العربي تستهدف الحد من السلوك العدواني الحوثي المدعوم من طهران، في ظل المحاولات المستمرة لاستهداف المنشآت الحيوية والمناطق المدنية في المملكة وفقًا للعقيدة العسكرية الإرهابية والتي تتبناها جماعة الحوثي الإرهابية، لافتا إلى أنه منذ بداية عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل ومنظومة الدفاع الجوي تتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيرة أو الزوارق المفخخة بكل كفاءة، وذلك نتيجة للتدريب والتجهيزات العالية التي حصلت عليها المملكة، وامتلاكها مجموعة من المنظومات الصاروخية للتعامل مع هذه التحديات، وكل ذلك مكّن الوطن من حماية حدوده وعمقه الإستراتيجي، إضافة إلى العمليات الإنسانية المستمرة وحصار جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية لمنع دخول أي نوع من التسليح للحوثيين.

3 عوامل وراء استمرار الهجمات

أوضح الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الغامدي، أن الحوثيين يحاولون باستمرار إبقاء الوضع العسكري نشطًا في اليمن، خاصة في الشمال لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الإدارة الجديدة في إيران ومحاولتها أن تبدأ فترتها بقوة أكثر من سلفها لكسب التأييد في الداخل وفي نفس الوقت يطمئن حلفاءه في العراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى أن هجمات ميليشيا الحوثي غير مكلفة ماديا مقارنة مع تكاليف الحروب التقليدية، واستخدامها أسلحة لا تحتاج إلى صيانة وقائية أو متقدمة، واستخدام مفهوم الحروب الخاطفة المبنية على الكر والفر، وهذا يسبب إزعاجا كبيرا للجيوش التقليدية ما عدا الصواريخ التي تديرها مجموعات من المرتزقة من الإيرانيين وحزب الله ويتم تجميعها محليا وتطلق من الخطوط الخلفية بشكل إستراتيجي وقد نكون هناك مجموعات شيعية أخرى من العراق، والعامل الثاني هو التراخي الواضح في العقوبات الغربية وتدفق الأموال لإيران من عدة مصادر، مع السماح جزئيا بتصدير النفط للعالم وبالتحديد إلى الصين بشروط سهلة جدا تخدم الصينيين، والعامل الثالث هو العامل الأيديولوجي والذي يشكل قوة دافعة لاستمرار الحرب؛ لأنه هو المتحكم في عواطف أصحاب هذا المذهب، مع مساعدات دول تناصب المملكة العداء.

حرب طاحنة شردت الملايين

ذكر المستشار القانوني وخبير القانون الجنائي الدولي محسن الحازمي، أن الهجمات الأخيرة على المملكة غير مقبولة وخطيرة، وتعرض حياة المدنيين والمرافق العامة للخطر والدمار والتخريب في ظل الجهود المبذولة من المملكة والأمم المتحدة لوضع حل سلمي متوافق لكافة الأطراف باليمن والمنطقة. خاصة أن تلك الحرب الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات فيما بين الأطراف باليمن أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، ما تسبب بكارثة إنسانية وفق تقارير الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن المملكة ما زالت تستخدم لغة الحوار والرد على أي هجمات إرهابية حوثية مدعومة من إيران التي تحاول نشر الخراب بالمنطقة عبر ميليشياتها الإرهابية، وأن قوات الدفاع السعودية وتحالف دعم الشرعية دائما بالمرصاد ضد أي هجمات إرهابية قادمة من اليمن أو أي مكان آخر.

وأضاف إنه من خلال العودة إلى تاريخ الصراع في اليمن والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ عام 2015م دعمًا للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014م، ونحن نرى الأراضي والأهداف السعودية بقيت على مدى السنتين الأوليين من الحرب خارج نطاق مرمى نيران الحوثيين. ومع بداية شهر سبتمبر 2017م، دشن الحوثيون قدرتهم التسليحية بصواريخ باليستية أطلقوا أحدها على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعسير وأخرى على مطار الملك خالد الدولي شمال الرياض بعد ذلك بشهرين. الذي شهد بعد ذلك وفي العام 2018م تناميا ملحوظا في استخدام الحوثيين لسلاحهم الصاروخي ضد السعودية حيث قصفوا مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وقاعدة جازان، ومطار أبها الإقليمي. وفي الشهر التالي تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم من الحوثيين في المياه الدولية غرب ميناء الحديدة، كما استهدفت صواريخهم وطائراتهم المسيرة مطار أبها الدولي. واستمرار تلك الهجمات التخريبية والعبثية من قبل الحوثيين عبر إطلاق دفعة صواريخ من طراز بركان على أهداف اقتصادية بالعاصمة الرياض دون أن يشكل ذلك «ولله الحمد» أي خطر على البشر والموارد الاقتصادية بفضل الله ثم قدرات وزارة الدفاع والتحالف العربي الذي اعترض وابلًا من الصواريخ والطائرات المسيرة على مدار السنتين الماضيتين. والذي كان من ضمن أهدافها إلحاق الأضرار بمنشأة تخزين النفط في رأس تنورة التي توجد فيها مصفاة للتكرير وأكبر منشأة لتحميل الخام بالعالم. وكذلك المجمع السكني في منطقة الظهران تستخدمه أرامكو الحكومية السعودية. وما زالت تتعرض عدة مناطق في السعودية باستمرار لهجمات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

إنجاز عالمي بكوادر وطنية

أكد المحلل السياسي مبارك العاتي، أن كفاءة الدفاعات الجوية الملكية السعودية وراء إحباط جميع المحاولات العبثية للحوثيين، فتصديها لما يتجاوز 1000 طائرة وصاروخ باليستي إنجاز غير مسبوق عالميًا، يؤكد تفوق قدرات تلك القوات التي أثبتت أنها قوة صامدة وضاربة، وتمكنت من حماية الأعيان المدنية من تلك الهجمات الإرهابية، مضيفا إن المملكة تمتلك منظومة صاروخية متطورة، تديرها كوادر سعودية فنية ومتخصصة على درجة عالية من الكفاءة على المستوى العالمي، والقوات السعودية نجحت في صد هذه الأرقام الضخمة من الصواريخ والمقذوفات وحماية أراضيها والمواطنين والمقيمين والمقدسات والمقدرات بشكل غير مسبوق، كما نجحت في التصدي الدقيق لهجوم أعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة التي تعد من الأسلحة المتطورة الحديثة، فتاريخيًا لم يسجَّل إنجاز من قبل لأي قوات في العالم غير القوات السعودية في هذا المجال.