بوليتيكو

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الغرب عموما، وأوروبا خصوصا، يجب أن تتقدم بالشكر لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو على الدرس الذي قدمه لهم هذا الصيف.

وبحسب «إليزابيث براو»، الزميلة المقيمة في معهد أمريكان انتربرايز، من إغراق ليتوانيا بالمهاجرين إلى إطلاق قرصنة الطيران التي ترعاها الحكومة، كان الرئيس البيلاروسي يُبقي بقية العالم في حالة ترقب بشأن الحيل المجنونة الأخرى التي يقوم بها.

وتابعت تقول: مع ذلك، لحسن الحظ، فإن بيلاروسيا ليست غنية ولا قوية، مما يجعل سلوك زعيمها حالة اختبار مفيدة لكيفية محاولة الدول الأخرى إلحاق الضرر بالغرب، بدلاً من مجرد الغضب من لوكاشينكو، قد نفكر في شكره.

وأضافت: يمكن لمعظم الناس إخبارك عن جهود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لبناء جدار حدودي، قليل هم الذين سمعوا أن ليتوانيا تبني واحدًا الآن أيضًا، لم يتوقع أحد أن تقوم تلك الدولة بذلك، لأن طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين لا يتجهون عادةً إلى ليتوانيا.

ومضت تقول: بحسب السلطات الليتوانية، فإن وكالات السفر تجلب عراقيين إلى بيلاروسيا للسفر إلى الحدود مع ليتوانيا.

وأردفت: في الواقع، بعد فترة وجيزة من حظر الاتحاد الأوروبي الرحلات الداخلية والخارجية من عبور المجال الجوي البيلاروسي، بعد اختطاف بيلاروسيا للصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش مرة أخرى في مايو الماضي، هدد لوكاشينكو بإغراق الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين والمخدرات، وفي أوائل يوليو، تعهد بالإبقاء على تدفق المهاجرين.

وتابعت:على هذا النحو، استنتجت ليتوانيا الآن أنه ليس لديها خيار سوى بناء حاجز حدودي، ليتوانيا المسكينة، مضطرة إلى استخدام موارد ثمينة لمجرد مواكبة الديكتاتور المجنون المجاور.

ومضت الكاتبة تقول: بغض النظر عن التكتيكات المثيرة للجدل، يرأس لوكاشينكو دولة لا ينجو اقتصادها إلا بفضل الدعم الروسي، لكنه مع ذلك يمتلك أوراقا جديدة ومبتكرة يلعب بها عندما يتعلق الأمر بالعدوان في المنطقة الرمادية، لكن ليتوانيا وحلفاءها سوف ينتصرون في النهاية. وهذا ما يجعل عدوانه درسًا مفيدًا للغاية للغرب.

وأردفت: لن يكون لوكاشينكو ونظامه في مينسك آخر من حاول إضعاف الغرب بوسائل تخريبية، في الواقع، تقوم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية بالقيام بذلك بالفعل.

وأضافت: في الوقت الحالي، يستخدمون إلى حد كبير إجراءات أقل جرأة من تدابير مينسك، لكن لا يمكننا أن نفترض أن هذا سيظل هو الحال دائمًا.

وأردفت: خلال الحرب الباردة، لم يُسمح للرحلات التجارية الغربية بين آسيا وأوروبا أو أمريكا الشمالية بالسفر عبر المجال الجوي السوفيتي، مما جعل الرحلات طويلة للغاية، في هذه الأيام، يسمح الروس لشركات الطيران الدولية بعبور مجالهم الجوي، ونحن جميعًا في وضع أفضل، لكن ماذا لو قرروا غير ذلك؟ أو أو ماذا لو أوقفت الصين تصدير بعض السلع العديدة التي نعتمد عليها كل يوم؟

وبحسب الكاتبة، هناك نوع من الأشياء يمكن بها لنظام ما؛ إلحاق الأذى بدولة أخرى القيام به دون اللجوء إلى الحرب، وهذا هو المجال فيما يسمى بالعدوان عبر المنطقة الرمادية، فـ«لوكاشينكو» يساعدنا في إثبات أنه حتى الشيوعي القديم الذي تمسك بالسلطة بشدة لمدة 27 عامًا يمكنه التفكير بشكل مبتكر، لا يسعنا إلا أن نتخيل ما قد يكون الآخرون قادرين عليه.