عبدالرحمن المرشد

قبل عدة أعوام، سافرت من مدينة الرياض إلى مدينة جازان، وكانت درجة الحرارة في العاصمة لا تتجاوز الخمس درجات في شدة موسم الشتاء، وعندما وصلت إلى جازان وجدتهم يسبحون في البحر من شدة الحرارة، حالياً تشهد الرياض درجات حرارة عالية تتجاوز الـ 47، وفي المقابل بعض مدن المملكة لا تتجاوز درجة الحرارة الـ 15، هذا التنوع في جغرافية المملكة يؤكد أنها بلد سياحي متفرد عن غيره من دول العالم، هناك الكثير من الدول السياحية المشهورة سواء في أوروبا أو غيرها، التي تشهد بركاناً هائلاً من السياح، لا تمتلك ما نمتلكه من تنوع جغرافي ـ أغلب ـ تلك الدول تمتاز بالطبيعة الساحرة أو المراكز التجارية، والبعض الآخر بسياحة التسوق أو المنتجعات الفاخرة وما عدا ذلك يندر وجوده، لا يمكن الحديث عن بلد لديها ما نمتلكه من تنوع ـ إلا نادراً جداً ـ أتذكر في جازان مثلاً شاهدت الجبل والسهل والبحر، وفي الجوف شاهدت الآثار والتاريخ، أما تبوك فمدينة الشواطئ الساحرة والمرجان، وفي العاصمة تجذبك الأسواق والأبراج والصحراء وفي جدة المنتجعات والمطاعم، أما أبها ومدن الجنوب عامة فتحدثك الطبيعة عن سحرها وجمالها، في كل مدينة من مدننا تجد تنوعاً يختلف عن المدينة الأخرى كأنك في موقع جغرافي مختلف تماماً عن سابقه، هذا الاختلاف يعتبر بالتأكيد داعماً مهماً للترويج للسياحة المحلية يتطلب معه تفعيل برامج ومبادرات تستطيع الوصول إلى السائح في أي مكان.

يهمني حالياً كسب السائح المحلي لأنه ينفق مبالغ كبيرة خلال رحلاته في الخارج، بل يعتبر من أكثر السائحين إنفاقاً على مستوى العالم، تجاوز ما ينفقه السائحون السعوديون خلال عام ـ قبل كورونا ـ أكثر من خمسين مليار ريال، لو تم جذب نصف هذا الرقم داخلياً بالتأكيد سينشط هذا القطاع ويتطور ويحقق مداخيل كبيرة تعود بالنفع على البلد والاقتصاد المحلي. وهذا ما يفسر تنافس الكثير من الدول على جذب السائحين السعوديين وتقديم كل التسهيلات لهم.

موضوع الأسعار يجب أن يخضع للرقابة المستمرة إذا أردنا تحقيق نقلة مهمة في السياحة المحلية، وأن تكون تحت مجهر وزارة السياحة.. أغلب السائحين حالياً اتجهوا لجنوب المملكة، حيث الأجواء المعتدلة الجميلة ـ ولكن ـ يتحدث الجميع عن أسعار مرتفعة.. هناك مبدأ في التجارة يقول (بع أكثر بسعر أقل) لو طبقه أصحاب الفنادق والمنتجعات لتغيرت المعادلة لصالحهم. فهل يفعلونها؟.

@almarshad_1