مطلق العنزي

ابتلى الله الأحوازيين، كما ابتلى الكرد، باللعنة الفارسية، الشعوبية المريضة الانتقامية المدمرة. وهذه اللعنة تتمدد في العراق وسوريا ولبنان واليمن بدعم أوروبي - أمريكي.

ولعبت بريطانيا دورا قذرا في بعث اللعنة الفارسية في الأحواز، إذ تنكرت لعهودها، والأرجح دبرت أسر أمير الأحواز العربي الشيخ خزعل الكعبي عام 1923م، لتهدي الأحواز، العربية المستقلة الثرية، إلى الفرس (مثلما أهدت فلسطين إلى اليهود) قبل أن تطيح بالحكم القاجاري وتعين رجلها رضا بهلوي شاهًا.

وخشيت بريطانيا أن تتحد الأحواز، مع العراق فتكونان دولة عربية قوية ثرية تدعم استقلال العرب وفلسطين بالذات. وغضبت بريطانيا من نزعة الشيخ خزعل العربية وتقاربه مع مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني.

وإمعانا في تمكين اللعنة، ضمت بريطانيا مناطق واسعة في كردستان وأذربيجان وبلوشستان، للفرس، وكونت لهم دولة واسعة وقوية، لدعم عدوانيتهم القومية.

الأوروبيون والأمريكيون يتشدقون بالحريات وحقوق الإنسان، لكن يغضون الطرف عن الجرائم الإيرانية، بل يحرضون هذه العدوانية البشعة، لهذا لن يقدموا أي دعم للأحوازيين وسيتركونهم، كما في السابق، لقمة لميليشيا خامنئي، لتخضعهم مجددا ودائما لسيطرة الفرس.

أغلب سكان الأحواز يعتنقون المذهب الشيعي، ومع ذلك، تمارس سلطة الملالي، منذ عقود، شتى صنوف الإيذاء العنصري والديني للأحوازيين، وتمنعهم من تعلم لغتهم العربية، ومن تسمية أبنائهم بأسماء محددة، وتحدث تغييرا وتطهيرا عرقيا، وتحول مجاري الأنهار عن مناطقهم، وتمارس اعتقالات عنصرية يومية وقتلا منظما في صفوف الأحوازيين.

وأوروبا وأمريكا تعلمان حجم الإيذاء المنهجي المستمر للأحوازيين، لكن مكائنهما الضجاجة صماء بكماء عمياء. فحكايات الديمقراطية وحقوق الإنسان، روايات للتسلية والاستهلاك وترطيب حناجر المفوهين والمخادعين، لكنها تستخدم دائما وبقوة ضد الدول العربية. بينما إيران تعدم وتسجن وتعذب الآلاف وتضطهد وتجوع الملايين، وميليشياتها تعيث فسادا في كل مكان، بل وتختطف حتى أوروبيين وأمريكيين. وكل هذا بردا وسلاما. بل أوروبا وأمريكا تبرمان حلف ضرار غير معلن مع إيران، فقط لأن الملالي يكنون عداء تاريخيا للأمة العربية. ولا بواكي للأحواز وعذابات الأحوازيين.

* وتر

كلما أمعن الظلاميون بتجفيف الكارون العظيم..

تذوي جدايل النخيل الخضر..

وتفيض مآقي الأمهات المحمرة بأسخى الدمع..

فيما معممو السوء، يصبون اللعنة وأمراض التاريخ..

ويحدون خناجرهم.. لتنهش أجساد المعذبين ومهج الثكالى

@malanzi3